الاحتفال المنتظر

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمزيد من اللهفة والحرص، ينتظر الملايين من المصريين وأشقاؤهم العرب، الاحتفال في مطلع أغسطس المقبل بإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة، تتويجاً لعام بكامله من العمل الشاق والهادر، الذي يشمل حفر تفريعة بطول 35 كيلو متراً، أي أكثر قليلاً من خُمس طول القناة الحالية، وعملية تعميق بطول 37 كيلو متراً في منطقة البحيرات المرة.

هذا الاحتفال الفريد من نوعه في عالمنا العربي، في مرحلة حافلة بالمشكلات والأزمات، يؤكد لنا، نحن العرب، أننا قادرون على الخروج من منعطف الأزمات، التي فرضت نفسها علينا منذ سنوات، وأن بوسعنا أن نحقق الكثير من الإنجازات، رغم كل التحديات التي نواجهها.

وهذه المناسبة الكبيرة تلقي الضوء على عدد من الحقائق، الجديرة بالوقوف عندها طويلاً بالتفكير والتأمل ومحاولة الاستفادة.

الحقيقة الأولى، هي أن انعقاد الإرادة السياسية كان وراء المشروع الكبير، فلولا هذا الانعقاد، لما رأى المشروع النور، فهو مطروح في أفق العمل العام في مصر منذ عقود، ولكنه لم ينتقل إلى حيز التنفيذ إلا عبر هذه الإرادة السياسية.

والمشروع الكبير، تم بتمويل من المصريين، في مشهد بدا للكثيرين على امتداد العالم مدهشاً، حيث تم الوصول إلى إجمالي تمويل المشروع عبر سيولة تكفل بها المصريون في أيام قلائل. الحقيقة الثالثة، هي أن هذا المشروع ليس إلا البداية فحسب، فالخطة الشاملة تضم 28 مشروعاً آخر لتنمية إقليم قناة السويس، وهي خطة تبلغ تكلفتها مئة مليار دولار حتى عام 2022.

الحقيقة الرابعة، هي أن هذا المشروع يستمد جانباً أصيلاً من أهميته، من ارتباطه بالأمن القومي المصري، ومن ثم العربي.

ومن المهم أن نقف عند حقيقة خامسة، وهي أن تكاليف الاحتفال بالمشروع الكبير، لن يكون مصدرها الموازنة المصرية، وإنما ستقوم بتغطيتها الشركات الكبرى، التي أنجزت المشروع، وعلى رأسها ثمانون شركة مصرية.

لا بد من الإشارة أخيراً إلى أن المشروع العملاق، يكتمل وسط تحديات هائلة تواجهها مصر، داخلياً وخارجياً، وهو ما يضفي قيمة استثنائية على الاحتفال المنتظر.

Email