قنوات للحوار مع كوريا الشمالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت الشائعات التي تردت أخيراً حول مصير الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون واحتمال حدوث انقلاب ضده جهلنا بما يدور في كوريا الشمالية كأوضح ما يكون، والتكهنات هي أمر طبيعي عندما يتعلق الأمر بما يدور في مواقع القوة في دولة شمولية، وبالطبع يرغب الذهن الحريص على الاستفسار في معرفة ما يجري، ولكن أكثر خبراء كوريا حكمة لم يفعلوا أكثر من التكهن في هذا الشأن قبل أن يعاود أون الظهور أمام العيون والكاميرات. وقد وجد الكثيرون عزاء في التقارير التي تحدثت عن ظهور أن باعتبارها تؤكد الوضع الراهن، ونسوا أن هذا الوضع حافل بالغموض في كوريا الشمالية، وهو السبب في أن الشائعات جرى تداولها عند أول بادرة لغياب أون.

ربما يمكننا تبني السياق الذي يرغب نظام كوريا الشمالية الكثير من المتابعين أن نصدقه، وهو أن أون متمترس في موقع السلطة، وغيابه حتى عن الفعاليات الرئيسية لا ينفي ذلك. ولكن ربما يتعين علينا أن نكون أكثر تشككاً في ضوء المحيط الهائل لما لا نعرفه عن الوضع في كوريا الشمالية. وفي ضوء الغموض المتعلق بما يجري في كوريا الشمالية أو بما يحتمل أن يجري فيها، فإن الاستجابة السياسية الحكيمة هي مد الجسور دبلوماسياً مع العناصر العسكرية في كوريا الشمالية، وإذا أمكن ذلك مع عناصر في اللجنة الوطنية للدفاع.

وفيما يتعلق بالاحتمالات التي دارت حول إمكانية وقوع انقلاب في كوريا الشمالية، فقد كان منطقياً توقع البروز مجددا للنخبة العسكرية في النظام الحكومي لكوريا الشمالية، إن لم يكن للقيادة العسكرية الصريحة. وربما يعد هذا انتقال السلطة الأكثر خطورة بالنسبة لشبه الجزيرة الكورية، وفي مثل هذا المستقبل البديل، فإن الوضع سيكون أفضل بالنسبة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوجود خطوط اتصال مباشرة مع الأطراف العسكرية المختلفة مقارنة بالتعامل المباشرة مع وسطاء وزارة الخارجية.

وهناك قيمة تذكر في فهم ما تقوله العناصر العسكرية حول مصالح كوريا الشمالية ومن الذي يتولى مقاليد الأمور، وما الذي ستفعله كوريا الشمالية وما لا تفعله، ثم مقارنة ذلك بما يقوله الدبلوماسيون الكوريون الشماليون وغيرهم. وبالطبع فإن المفاوضات ذات المستوى الرفيع وإن جرى التكتم عيلها بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية على هامش الألعاب الآسيوية، ربما توفر قنوات إضافية لتحقيق رؤية واضحة الأمر الذي يجعلها خطوة ذكية من جانب كوريا الجنوبية. الدبلوماسية العسكرية لن تكون علاجاً لكل شيء، فمع وجود تحد مثل التحدي الذي تفرضه كوريا الشمالية، لا يمكن لشيء أن يكون علاجاً لكل الأمراض.

كاتب أميركي

Email