تصحيح لغتنا الجميلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل عدم الإلمام باللغة العربية أحد الهموم الثقيلة على كاهل الآباء والأمّهات في دولة الإمارات، فالأبناء لا يستطيعون التبحُّر في اللغة، ليس فقط في استكشاف مكنوناتها بل حتى أبجديات ما يعرفون منها من حيث سلامة كتابتها وفق قواعدها النحوية والإملائية الصحيحة.

ومما يثقل كاهل الآباء أن وزارة التربية تبدو هي الأخرى غير قادرة على معالجة المشكلة على النحو السليم والسريع.

والخوف يراودني ألا تحصل الوزارة على الأجوبة المناسبة للأسئلة المطروحة في هذه القضية في وقت قريب، ومن ثم تزداد هموم الآباء والأمّهات أثقالاً، وتزداد أزمة اللغة في الأجيال الجديدة عقوداً مقبلة.

فالوزارة تدرس المشكلة وتخطّط لحلّها، لكنّها تراهن على الاستعانة بخبراء من الخارج لحل قضية محلّية، ونحن لا نرى مع الجهود المستجلبة ما يعين على كسب الرهان.

ربما على الوزارة أن تدرك أن الاستمرار في هذا المنهج سيؤدي حتماً إلى تفاقم المشكلة، ذلك أن الجيل الجديد الذي لا يتقن لغته الأم يجيد اللغة الإنجليزية، وأن الأجيال القادمة ستمضي في نفس الطريق، وبعد عدة أجيال لن نكون قادرين على العلاج، فلا نحن وصلنا إلى الوصفة الصحيحة ولا الأجيال الجديدة ستقبل التنازل عن اللغة التي تجيدها، وهي ربما ستكون الأوسع انتشاراً في قنوات المعلومات الحديثة التي تتعامل معها تلك الأجيال.

لعل الوزارة تفعل خيراً إذا ما حاولت الاستعانة بأبناء وبنات الوطن العارفين بأسرار اللغة، فهي بذلك تكسب وقتاً ولا أقول مالاً، وربما تكون الخطوة الأولى على طريق الحل أن تجعل مادة الإملاء حصة إلزامية في المدارس الحكومية والخاصة، فهذه خطوة بسيطة ويرى فيها كثر من الناس حلاً عاجلاً وناجعاً.

Email