رؤية واضحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على أن يؤكد مجدداً وقوف مصر إلى جانب أشقائها دول مجلس التعاون، وقال بحزم ووضوح، إن هذا الموقف يأتي دفاعاً عن الأمن القومي المصري والعربي.

هذا الحرص لم يأت من فراغ، وإنما جاء من منطق الرغبة في إيضاح الموقف المصري القائم على المشاركة النشطة في جهود التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن، بناء على طلب من رئيسها عبد ربه منصور هادي.

وتأكيد السيسي ينبع أيضاً من رؤية واضحة لطبيعة الدور المصري في إطار التحالف العربي، وهو دور يختلف في سياقه التاريخي عن الدور الذي قامت به القوات المصرية في اليمن في الستينيات.

ولعل نظرة واحدة على فعاليات القطع البحرية المصرية في منطقة باب المندب، كفيلة بأن توضح لنا هذا التكامل، الذي شدد عليه السيسي بين الأمن القومي المصري والعربي.

فقد كشفت مصادر عسكرية، أخيراً، عن وصول أربع قطع بحرية مصرية إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي، بعد محاولة فاشلة لإعاقة تقدمها وصولاً إلى هذه المنطقة.

ويلفت نظرنا أن هذا النجاح الذي أحرزته القوات البحرية التابعة لتحالف «عاصفة الحزم»، جاء بعد تبادل للنيران، بدأته سفن إيرانية بفتح نيران أسلحتها على السفن المصرية، التي بادرت بالرد بقوة.

هكذا وصلت القطع البحرية المصرية إلى مضيق باب المندب، وانتشرت بمحيطه، ضمن المهام الموكلة لها من قيادة قوات التحالف.

هذا الجانب من فعاليات «عاصفة الحزم»، يؤكد لنا أن التحالف العربي ينخرط اليوم في دفاع لا بد منه عن الأمن القومي العربي، في مرحلة لعلها الأكثر خطورة التي يمر بها العالم العربي منذ عقود طويلة.

والمشكلة الحقيقية، هي أن هناك قدراً هائلاً من الخلط والارتباط حول الكيفية التي ينبغي أن تعالج بها التحديات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، ومن هنا تأتي الأهمية الاستثنائية للرؤية الواضحة، التي ينبغي أن تكون أول أسلحتنا في مواجهة القوى الظلامية المتربصة بهذا الأمن.

 

Email