إدارة الأزمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد إدارة الأزمات السياسية فرعاً حديثاً من فروع النظرية السياسية، لقى اهتماماً كبيراً لعديد من الأسباب، في مقدمتها أن هذه الإدارة تتصدى لمعالجة التطورات السياسية من منظور كونها مواقف يفرض كل موقف منها آليات معالجته وأدوات التوصل لأفضل صياغة للتعامل معه.

وقد شهد عالمنا العربي، أخيراً، حشداً من الأزمات السياسية، ومن منظور إدارة الأزمات فقد تعددت أوجه الإخفاق العربي، وظهر قصور كبير في حشد آليات التعامل مع هذه الأزمات، وبصفة خاصة الأدوات اللازمة لهذا التعامل.

من هنا تأتي الأهمية الفائقة التي تتمتع بها القوة العسكرية العربية المشتركة، التي قرر القادة العرب في قمتهم الأخيرة اعتماد مبدأ إنشائها.

ونلاحظ، على الفور تقريباً، أن القمة أقرت مجموعة مهمة من الاعتبارات في إنشاء هذه القوة، التي طال انتظارها.

٭ الاعتبار الأول هو أن تكون المشاركة في القوة اختيارية، وهذا أمر بالغ الأهمية يضفي الفعالية على القوة، منذ اللحظة الأولى لاعتماد مبدأ إنشائها.

٭ الاعتبار الثاني يتعلق بمهام القوة، فهي مكلفة بمهام التدخل العسكري السريع، وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء في الجامعة العربية وسيادتها الوطنية، وبتعبير واضح فإن هذه المهام تصب في التصدي لكل ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي.

٭ الاعتبار الثالث يتعلق بآليات تشكيل هذه القوة، حيث يقوم فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء الأركان في الدول الأعضاء بدراسة جميع جوانب موضوع القوة، على أن تقدم النتائج في غضون ثلاثة أشهر.

٭ الاعتبار الرابع يتعلق بالاستفادة من دروس التجارب العربية السابقة، فالملاحظ أن قرار القمة بشأن القوة حرص على استبعاد كافة المزالق التي واكبت تجربة الدفاع العربي المشترك، حتى الآن.

بقي أن نؤكد أخيراً على أن المدى الزمني لإنشاء القوة ينبغي ألا يمتد إلى ما يتجاوز كثيراً الإطار الذي حددته القمة، لأن التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي لا تحتمل التأجيل ولا التسويف.

Email