عن انتخابات الكيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ إنشاء كيانهم على أرض فلسطين، لم يدع الصهاينة وسيلة تعتب عليهم إلا واستخدموها لتكريس المتحقق وتعبيد الطريق لما يجب أن يتحقق تالياً حسب المخطط الصهيوني الذي لايزال يتّجه نحو الهدف النهائي المتمثّل بإقامة «إسرائيل من الفرات إلى النيل».

سبعة عقود والمخطط يسير كما هو مرسوم له على الأرض وفي المحافل الدولية والحلبة الدبلوماسية.

ومثلما عزفت الحركة الصهيونية على وتر الدين لجذب اليهود المتديّنين إلى فلسطين، وعلى وتر «الكيبوتسات» لجذب يهود أوروبا الشرقية، علاوة على أن فكرة بناء «وطن قومي» جاذبة لرأس المال اليهودي، فإنها عزفت أيضاً على وتر الديمقراطية لتضليل العالم، ولمنح رعاة مشروعها الإمبرياليين مبرّرات دعمها.

في هذا السياق تأتي الانتخابات في الكيان جزءاً من اللعبة، وعندما يسمح ما يسمى القانون الإسرائيلي لفلسطينيي الـ48 بالمشاركة في هذه الانتخابات، فإن منسوب التضليل يرتفع لمستويات أعلى.

وببالغ الأسف ينبغي القول إن وقوع بعض الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948 في هذا الفخ الذي نصبه الصهاينة وبعض قادة الجمهور الفلسطيني هناك، قد جعل العتمة ملائمة ليد الحرامي الصهيوني.

لا يستطيع أي من قيادات الداخل المحتل أن يقدّم إنجازاً حقيقياً حقّقه الانخراط في هذه اللعبة، بما في ذلك تخريجة استخدام «الكنيست» كمنبر لـ «فضح» العنصرية الصهيونية.

فالمخطط الصهيوني لم يتأثر قيد أنملة بهذه المشاركة التي ساهمت في منح الغطاء للعنصرية وجرائم الاحتلال السابقة واللاحقة. في أي معالجة لهذه القضية المهمّة ينبغي تنحية النوايا جانباً، لأن «جهنّم مبلّطة بالنوايا الحسنة»، كما يقال.

لذلك فإن النتائج السياسية واحدة في انعكاساتها خدمة للمخطط الصهيوني وإضراراً بمسيرة النضال الوطني الفلسطيني والقومي العربي. في السنوات الأخيرة طفى على السطح وانفضح أحد الأهداف الخبيثة لانخراط بعض قيادات فلسطينيي الـ48 في هذه اللعبة.

فهؤلاء الذين امتطوا صهوة النضال القومي وعرض العضلات الفكري، انتهى بهم الأمر سفراء للتطبيع العربي الصهيوني، بل والأخطر من ذلك أنهم يقودون أبشع وأخطر مخطط فتنة تضرب الشعوب العربية بدعم من «إسرائيل»، وليست توصيات مؤتمر هيرتسليا السنوي الأمني سوى واحد من الشواهد على هذا المخطط الخطير. لذلك، فإن موقف المقاطعين لانتخابات «الكنيست» يكتسب مزيداً من المصداقية والوجاهة.

 

Email