موعد مع المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من قبيل المصادفة أن تعلن وزارة الخارجية المصرية أن 80 دولة و23 منظمة دولية وإقليمية أكدت مشاركتها في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، الذي سيعقد في شرم الشيخ من 13 إلى 15 مارس الجاري.

هذا المؤتمر يستحق عن جدارة ما وصف به من أنه مؤتمر مصر المستقبل، ومن المؤكد أن من الأهمية بمكان أن نعيد التذكير بعدد من الحقائق الأساسية، التي نعتقد أنها تشكل الأرضية التي ينعقد المؤتمر على أساسها.

دعنا نتذكر أن المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالله بن عبد العزيز كان هو الذي أطلق الدعوة لعقد هذا المؤتمر، وبالتالي فإن فكرته ذاتها وليدة الدعم القوي من جانب الأشقاء عرب الخليج لمصر، في انطلاقتها نحو المستقبل وتصديها لكل التحديات التي تواجهها.

والمؤتمر يعقد على أرضية من إصرار الدولة المصرية على تجاوز التحديات التي واجهتها في السنوات الماضية، وتصديها لكل المحاولات لعرقلة مسيرتها نحو المستقبل، فهي تمضي في طريقها لاستكمال خارطة المستقبل، وهي تتصدى بقوة واقتدار للقوى التي تحاول النيل من أمنها واستقرارها.

وهذا الاحتشاد لحضور المؤتمر بهذا القدر من الإجماع، وبتمثيل على أرفع المستويات في الوفود التي تشارك فيه، إنما يؤكد ثقة العالم كله بمصر وحرصه على المشاركة في مشروعاتها الاقتصادية، واطمئنانه إلى أن هذه المشروعات تنطلق على أرضية شديدة الصلابة، تعكس إصرار مصر قيادة وشعباً على أن يكون المؤتمر جزءاً من جهود مصر لإضافة تجربة تحديث شامخة إلى تاريخها الحافل.

من المهم أيضاً أن نلاحظ إصرار القيادة والنخبة المصريتين على التشديد على أهمية المبالغة، حتى قبل أن تبدأ فعاليات المؤتمر، وهو ما يعني من الناحية العملية أن كل الاتفاقيات والمشروعات والخطط، التي ستعتمد تحت آفاق المؤتمر، ستجري متابعتها، وصولاً إلى التنفيذ الكامل بالحماس نفسه الذي واكب التفكير فيها والوصول إلى نقطة الانطلاق بالنسبة لها.

وتبقى الحقيقة الأساسية، وهي أن المؤتمر يستند إلى إرادة سياسية مصرية، انعقدت على أرضية الانطلاق نحو المستقبل، ولن تستطيع قوة كائنة ما كانت أن تعرقل مسيرة هذه الإرادة، أو تلقي بالظلال على تعاون مصر مع العواصم الشقيقة والصديقة على امتداد العالم.

Email