وداعاً.. حارس الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد كتبت في مقال سابق بعنوان «حارس الإسلام.. عبد الله»، عن دور الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وهو يوجه رسالة لمكافحة التطرف والارهاب، ودوره في توجيه النصائح إلى العالم اجمع عن خطورة الإرهاب، وما هي الحلول الواجب في تطبيقها للتصدي لهذا المرض الخبيث وكلنا على علم ويقين بأن الارهاب صناعة غربية بتمويل وتدريب هؤلاء المتطرفين وتوجيههم إلى العالم العربي..

وبالتالي نشر الدمار في أوطاننا. ولكن مع رحيل جسد الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، تبقى آراؤه ونصائحه وتوجيهاته محفوظة في قلوب من آمن بفكر هذا المسلم العربي المعتدل، وستبقى ضمن أولويات القيادة في المملكة العربية السعودية وقادة دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي والإسلامي.

عندما أذيع خبر وفاة الملك الراحل، توجهت إلى مطار أبوظبي الدولي مستقلا إحدى الطائرات المتجهة إلى الرياض، وقد رأيت وعشت مع الحزن ولمحته على وجوه كل من كانوا على متن تلك الطائرة، حيث لا أحاديث جانبية والصمت ضيف تواجد على متن الطائرة دون أن يقطع تذكرة له، وفي مطار خالد الدولي في الرياض كان الكل يعيش حالة من الحزن والبكاء لرحيل الملك عبد الله..

والشوارع خالية تماما من السيارات، حيث الجميع أمام شاشات التلفزيون يتابعون مراسم وصول قادة العالم لتقديم واجب العزاء للشعب السعودي وحكومته، لأن الملك عبد الله كان الأب الحنون والقائد الحكيم في كل ما يخص القضايا العربية والإسلامية، وخاصة جعل المواطن السعودي أولا وثانيا وثالثا في كل شيء.

عبد الله بن عبد العزيز منذ توليه مقاليد الحكم في السعودية، لم يسمح بأن يتعرض أمن المملكة ودول منطقة الخليج العربي لأي مساس، وكان ذا صرامة وحزم في التواجد السريع في مملكة البحرين والوقوف إلى جانبها في وجه التدخل الخارجي، كما وقف إلى جانب الشعب السوري وقدم العون له والمساعدات الإنسانية العاجلة، ووقف إلى جانب مصر بعد ثورة 30 يونيو..

وقدم لها العديد من المساعدات الاقتصادية بعدما عانت الكثير بسبب السياسة المتخبطة لحكم الإخوان المسلمين. وقد أدرك الملك عبد الله منذ الوهلة الأولى أن الخطر الكبير في المنطقة هو ارهاب «الاخوان» الذين كانت لهم مخططات غربية لتدمير ونشر الخراب في الأوطان العربية، ولذلك وضعتهم السعودية على قائمة الإرهاب.. وهناك مواقف عديدة لا يمكن حصرها في مقال واحد، لأن مواقف عبد الله بن عبد العزيز البطولية والشجاعة لا يمكن أن تعد.

Email