معادلة الشباب الصعبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالف التوفيق مؤسسة الرئاسة في مصر، عندما أعدت لذلك اللقاء الفريد من نوعه بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشباب الإعلاميين، وهو اللقاء الذي أتاح الفرصة لإلقاء الضوء على عدد من القضايا المهمة المتعلقة بشباب مصر ودورهم في حياتها السياسية.

دعنا نلاحظ، أولاً، هذا الاختلال المفزع بين ثقل الشباب في المجتمع المصري، وبين الفرص المتاحة لهم للتأثير في الحياة العامة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن من يندرجون في فئة الشباب في مصر يشكلون نسبة 60% من إجمالي سكانها، بينما لا يكاد يكون هناك وجود لهؤلاء الشباب في المواقع القيادية أو المؤثرة في الحياة العامة.

إذا كانت هذه الحقيقة هي الملمح الأكثر بروزاً في معادلة الشباب الصعبة في مصر، فإنها بالقطع ليست الملمح الوحيد الذي ينبغي الوقوف عنده طويلاً. كل من تابع تطورات ثورتي مصر، في السنوات الثلاث الماضية، يدرك أن الشباب هم الصانعون الحقيقيون لهذه التطورات.

ومن هنا على وجه الدقة يأتي الشعور لدى الشباب بأن هناك خللاً ما في حسابات الحقل والبيدر في ما أفضت إليه هذه التطورات، وأن معالجة هذا الخلل هي أولوية مطلقة، أو هكذا ينبغي أن تكون لدى صانع القرار.

ربما لهذا على وجه الدقة نتوقع دوراً فاعلاً ومؤثراً للشباب في الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر، ونتوقع أن يضم تشكيل البرلمان نسبة كبيرة من القيادات الشابة التي تعبر عن نبض الشارع السياسي، لأنهم التجسيد الحقيقي للمستقبل. ومن المؤكد أن إحدى الخطوات المهمة في هذا الصدد، هي إعادة النظر في الأحكام الصادرة في حق بعض القيادات الشابة في تهم تتعلق بالمظاهرات، تعبيراً عن جوهر مطالب ثورتي مصر.

وأياً كانت الطرق التي ستعالج بها معادلة الشباب الصعبة في مصر، فإنها ينبغي أن تمر بإيجاد حلول جذرية لمشكلات الشباب المصري، تدفعه إلى الإيمان بمستقبل بلاده، وبدوره في صنع هذا المستقبل وصياغة ملامحه، وتبعده مرة وللأبد عن الحلول اليائسة، وفي مقدمتها الانطلاق عبر السفن المتهالكة إلى المجهول في رحاب البحر المتوسط، إلى أوروبا وغيرها من بقاع العالم.

 

Email