أوهام 28 نوفمبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

برهن واقع الشارع السياسي المصري على أن الأوهام التي روجت لها الجبهة السلفية وجماعة الإخوان الإرهابية، في ما يتعلق بما يمكنها القيام به في الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي، هي محض أوهام بالفعل، وأن ما هددت به وروجت له في صورة رياح الخوف قد تبددت، ولم يقدر لها أن تؤثر في حياة مصر والمصريين.

توهمت هذه الجماعات، أولاً، أن بمقدورها أن تطلق حشوداً ترفع شعاراتها وترفع عقيرتها بصيحاتها، وتلقي بظلالها على الحياة السياسية في أرض مصر، وسرعان ما برهن الواقع على أن أقصى ما استطاعت القيام به هو أن تدفع بعشرات المغيبين والمضللين في شوارع جانبية هنا وهناك، من دون أن يقدر لهذا كله أن يترك بصمة على هذا اليوم، الذي أعدت له تلك الجماعات وتوعدت بما سوف تفعله خلاله.

توهمت هذه الجماعات، ثانياً، أنها سيكون بمقدورها أن تحول الثامن والعشرين من نوفمبر إلى يوم للعنف والتخريب والدمار ودوي القنابل والانفجارات، لكن ما حاولت ارتكابه من جرائم تم إحباط معظمه، وفشلت الجماعات في تحقيق ما أعدت له من كيد وإجرام.

ثالثاً، أرادت هذه الجماعات برفع المصاحف استحضار أصداء الفتنة التاريخية في صدر التاريخ الإسلامي، لكن الإسلام الوسطي الذي عاشه الشعب المصري عبر تاريخه، هو الذي هيمن مجدداً وأحبط رياح الفتنة في مهدها.

وفي مواجهة هذه الأوهام، انطلقت جموع من الشعب المصري في العديد من المحافظات، وبصفة خاصة في الإسكندرية، لتؤكد تأييدها للشرطة والجيش المصريين اللذين أفلحا من جديد في أن يكفلا الأمن والأمان لأرض الكنانة، وأن يبادرا إلى إطلاق ضربات استباقية ردت كيد الإرهابين في نحورهم.

ومن المحقق أن الشعب المصري سينصرف في المرحلة المقبلة من مسيرته، إلى المزيد من الوعي والمزيد من رص الصفوف والتصدي للمؤامرات التي تستهدف مسيرته.

العمل السياسي الواعي في معرض الإعداد للانتخابات البرلمانية هو الآن أولوية الشعب المصري، جنباً إلى جنب مع مواصلة مسيرة العمل من أجل تحقيق أهداف البناء والازدهار، وهي مسيرة يدرك الجميع أنها حافلة بالتحديات، لكن الشعب المصري قادر على الارتفاع إلى مستواها وأكثر.

Email