سرطان داعش والخطر الداهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما كنت مع زملائي الإعلاميين في تغطياتنا لمؤتمرات تنعقد حول خطر داعش على المنطقة العربية، كان من أبرز الأسئلة التي تطرح من قبل الإعلاميين: من يقف وراء داعش؟ ومن أسس هذا الإرهاب في المنطقة؟ ومن يمول هذا التنظيم الجديد في المنطقة؟

ومن يقول لداعش اذهبوا للعراق واستولوا منها على الأسلحة والذخائر في عهد رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي؟ وكنا نطرح هذه الأسئلة على وزراء خارجية الدول العربية دون استثناء، ولكن للأسف لم نكن نحصل على الأجوبة الوافية والمقنعة والسبب لا أحد يعلمه سواهم.

ولكن اليوم عندما شعرت الدول العربية والغربية بخطر هذا السرطان الجديد قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها من المنطقة العربية والغربية بتوحيد الجهود للقضاء على هذا التنظيم الذي لا صلة له بالإسلام بل اخذ اسم الإسلام كذريعة لتشويه صورته في العالم كما فعل غيره من التنظيمات المتشددة في أفغانستان واليمن ولبنان وباكستان.

يقول صديق لي وهو مدير مركز للدراسات والبحوث إن هناك دولاً عربية وغربية هي من أسست داعش وتقدم الدعم المالي والعسكري لها وتعقد معها اجتماعات سرية، والدليل أن هناك دولة في منظمة الدول الإسلامية تمكنت من إعادة مواطنيها من أيدي داعش، ويبدو أن الصفقة كانت هي عدم مشاركة هذه الدولة في التحالف الدولي لتوجيه ضربة لهذا التنظيم.

اليوم دول مجلس التعاون الخليجي عليها أخذ الحذر من الخلايا الداعشية الموجودة في المنطقة والتي تنتظر أوامر لنشر الدمار والخراب والفتنة، خاصة أن دول الخليج من أولى الدول التي شاركت في توجيه الضربة العسكرية ضد معاقل التنظيم.

والقضاء على داعش لن يكون فقط بتوجيه تلك الضربات الجوية بل عبر نشر القوات على الأرض كون الجيش العراقي غير قادر على مواجهة هذا السرطان رغم زعم واشنطن قبل انسحابها من العراق أن بغداد قادرة على حماية نفسها والتصدي للإرهاب، ولكن هذا ليس له صله بالواقع خاصة بعد الهزائم التي مني بها الجيش على أيدي هذا التنظيم.

 وعلى دول مجلس التعاون الخليجي أخذ الحيطة والحذر لأن هذا السرطان تحركه بعض الدول وبلا شك سوف توجهه إلى شبه الجزيرة العربية لذلك على الحكومات الخليجية توحيد وتنسيق عمل الاستخبارات في ما بينها لمواجهة هذا السرطان.

Email