قمم يتابعها العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتمي اللقاء الأخير في جدة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى نوعية نادرة من القمم السياسية التي يتابعها العالم بمزيد من الاهتمام، في ضوء جدول أعمالها والنتائج المترتبة عليها.

وقد تصدر جدول أعمال قمة جدة، بحث الجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إضافة إلى تطورات الأوضاع في ليبيا والعراق وسوريا وقضايا الأمن القومي العربي.

وكان من الطبيعي أن تبحث القمة آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، بما يخدم مصالحهما في مختلف المجالات.

ويكفي أن نتذكر في هذا المجال، ما أوضحته إحصاءات مجلس الأعمال السعودي المصري، من أن الاستثمارات السعودية في مصر هي في حدود 120 مليار ريال سعودي، وعدد من المشاريع المسجلة في مختلف القطاعات الحكومية يصل إلى 3200 مشروع.

ومن المهم التوقف عند الدور الرائد للسعودية في دعم خارطة المستقبل المصرية، والدعوة إلى مؤتمر الدول المانحة لمصر، المقرر عقده في وقت لاحق من العالم الجاري.

وهذه المتابعة العالمية لقمة جدة تنبع، في المقام الأول، من النتائج البارزة المترتبة عليها، والتي ستتجلى عناصرها في المستقبل القريب.

ومن المؤكد أن قمة موسكو التي ستضم الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستحظى باهتمام عالمي كبير، فهي تأتي مباشرة بعد غياب السيسي عن لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع قادة الدول الإفريقية في واشنطن، وهو اللقاء الذي مثل مصر فيه المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء.

وربما كان من المهم هنا أن نلاحظ أن قمة موسكو كانت مقررة قبل وقت طويل من قمة واشنطن، وبالتالي فإن الربط بينهما يظل موضع مناقشة، لكنه بالتأكيد يلقي الضوء على العلاقات الراهنة بين القاهرة وموسكو من ناحية، والقاهرة وواشنطن من ناحية أخرى.

من المؤكد أن اهتمام العالم بمصر ينصرف، في جانبه الأعظم، إلى متابعة الأوضاع الداخلية المصرية وتطوراتها، ولكن الاهتمام بهاتين القمتين له دلالات عدة، جديرة حقاً بالتوقف عندها طويلاً.

 

Email