ماذا لو خسر السيسي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ها هي أنظار العالم العربي تتجه نحو الانتخابات المصرية المقبلة، التي يتنافس فيها المرشحان عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، يومي 26 و27 من الشهر الحالي، ولكن ماذا سيحدث في حال عدم فوز المرشح الأوفر حظاً بكرسي الرئاسة المصرية كما يعتقد البعض، وهو المشير عبد الفتاح السيسي؟

المتوقع حدوثه استمرار دعم دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً الإمارات والسعودية والكويت، لمصر وشعبها، لأن هدف دول الخليج العربي هو إعادة مصر إلى هيبتها ومكانتها الحقيقية في الوطن العربي، وأن تلعب دورها السياسي في القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، لا سيما وأن الجيش المصري هو الجيش العربي الوحيد الذي بقي مترابطاً ومتماسكاً.

رغم ما شهدته مصر من أحداث خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لكونه الدرع الحصين للأمن القومي الخليجي والعربي، خاصة أن الجيوش العربية الأخرى التي كانت تعتبر قوية مثل الجيشين العراقي والسوري، قد ضعفت بشكل كبير نتيجة الأحداث التي يشهدها البلدان.

وقد أكد المرشحان للرئاسة أن مصر لن تتردد لحظة واحدة في الدفاع عن منطقة الخليج العربي، لأن استقرار الأمن القومي الخليجي هو استقرار للأمن القومي المصري والعكس صحيح. ولذلك يحرص كلا الطرفين على تعزيز التعاون بينهما، أما من يجلس على كرسي الرئاسة فهو قرار يحدده الشعب المصري.

ملفات كثيرة وتحديات عديدة سيواجهها من يجلس على كرسي الرئاسة في مصر، خاصة الملف الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل ورفع المستوى المعيشي للشعب المصري، الذي يأمل الكثير من القائد القادم له، ويتمنى أن لا يذهب أحدٌ إلى ميدان التحرير مرة ثالثة ليطالب الرئيس بالرحيل.

خاصة وأن أحد المرشحين للرئاسة أكد أنه سيرحل في حال طلب منه الشعب الرحيل، ولكن عليه أن يصبر سنتين ليتلمس الانتعاش في اقتصاد مصر.

أما الملف الأصعب أمام الرئيس المصري القادم، فهو محاربة الإرهاب والتصدي له واقتلاعه من جذوره في جميع أنحاء مصر. ولا يستطيع أحد إنكار أن مصر قد تضررت كثيراً بتراجع الحركة السياحية فيها منذ الأحداث التي شهدتها البلاد بعد ثورة 25 يناير 2011.

 أما السياسة الخارجية هي الأخرى فسوف تكون من الملفات المهمة للرئيس المصري القادم، خاصة البحث عن حلفاء استراتيجيين جدد، لا سيما وأن الحليف الاستراتيجي لمصر عبر سنوات وهو الولايات المتحدة الأميركية، كانت تكيل بمكيالين بعد الثورة الثانية في مصر التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين، وعليه لا أتوقع من الرئيس المصري القادم أن يعول كثيراً على الولايات المتحدة كشريك استراتيجي لمصر.

Email