قطر تحت المجهر الخليجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الاجتماع الأخير على مستوى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، اتفق الوزراء على آلية المصالحة مع قطر، على أن تلتزم الدوحة باتفاق الرياض، ومن أهم بنودها أن لا تؤثر سياسات أي من الدول على مصالح واستقرار أي دولة ومن دون المساس بسيادتها.

فقد تدخلت الدوحة كثيرا في الشؤون الداخلية للدول الثلاث التي قررت سحب سفرائها منها - الإمارات والسعودية والبحرين -، موجهة بذلك رسالة قوية مفادها أننا لن نسمح لكم بالتدخل في شؤوننا، خاصة دعم التنظيم الإرهابي "جماعة الإخوان المسلمين"الذي وضعته السعودية ضمن القائمة الإرهابية.

في حين أن الإمارات تضررت من "الإخوان"، بينما وجد هذا التنظيم السري "الإخوان المسلمين" دعما في الشقيقة قطر، حيث حصلوا على دورات تدريبية ومساعدات مالية..

فهل من المعقول أن يتدرب تنظيم على أرض دولة من دون علم استخباراتها؟ ونحن في الإمارات وقطر، هناك نسب وتاريخ مشترك بين أبناء الدولتين، كما هو الحال بين شعوب المنطقة الخليجية كلها، وليس من المقبول أن نستخدم مثل هذه الوسائل ضد بعضنا، بما في ذلك الإعلام المغرض، الذي يبث السموم وينشر المعلومات وأخباراً غير حقيقية عن واقع الأحداث في الدول الشقيقة الأخرى.

اليوم بفضل سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وبحنكته السياسية وبتوجيهاته إلى وزير خارجيته، نجح الأشقاء في الكويت في وضع المصالحة الخليجية على الطريق، ولكن الأمور تحتاج لأن تلتزم قطر بمبادئ تأسيس منظومة مجلس التعاون الخليجي.

وقد أكدت الدول الثلاث أنها لن تعيد سفراءها إلا بعد أن تلمس تغييراً في المواقف السياسية لقطر تجاهها، وخاصة في الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية الأخرى.

الشارع الخليجي يتمنى أن تنتهي هذه المسألة وتعود المياه إلى مجاريها بين دول مجلس التعاون ، لأننا شعب واحد، ففي أسواق دبي ستجد القطري والكويتي والإماراتي والعماني والسعودي والبحريني يجلسون على طاولة واحدة، ويتبادلون الأحاديث عن قضايا منطقتهم، رغم اختلاف السياسات الحكومية بين أصحاب القرار.

وكذلك تشاهد شوارع الإمارات تزدحم بسيارات تحمل لوحات تابعة لدول مجلس التعاون، لأن البيت لا بد أن يتوحد، وأن تعود قطر إلى العمل مع أشقائها، وتتبع أهداف منظومة دول مجلس التعاون، التي استطاعت في الماضي أن تتجاوز الكثير من الصعاب والتحديات، وما زالت هذه المنظومة قادرة على أن تستعيد عافيتها وعنفوانها، وهذا ما يتمناه كل مواطن خليجي ويتطلع إليه اليوم قبل الغد.

 

Email