القمة الحكومية الاستثنائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اخترت عنوان مقالي هذه المرة "القمة الحكومية الاستثنائية" لأن مطالب الحكومة الإماراتية واضحة خلال هذه القمة وهي بلا شك مكملة للقمة الحكومية الأولى، حيث طالبت الحكومة كل شخص أن يكون استثنائيا في مكان تواجده، وعلى سبيل المثال فالأب يستطيع أن يكون استثنائيا في منزله مع أفراد أسرته ليكون أسرة استثنائية تعطي أفرادا استثنائيين للمجتمع، والأم أيضا لابد ان تكون استثنائية في منزلها وعملها وفي أي موقع تتواجد فيه.

القمة جمعت أغلب المسؤولين في الحكومة الاتحادية أو الحكومات المحلية أو مدراء الشركات والمؤسسات العاملة في القطاع الخاص، وهو أمر لا يتكرر كثيرا في مجتمعنا، وقد رأيت أن هؤلاء المسؤولين يتحاورون فيما بينهم ويتبادلون أطراف الحديث والهدف هو التعارف ثم تبادل الخبرات والمستفيد الأكبر هو المواطن الإماراتي، لأنه عندما يحدث التحاور فإنه يصب في تطوير الخدمات الحكومية والغير الحكومية ما ينتج عنه تسهيل في اجراءات معاملات الأفراد بأسرع وقت ممكن.

القمة الحكومية الاستثنائية، أصبحت أيضا حوار الأشقاء العرب، وخاصة بعد تصريح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بأن عدو جمهورية مصر العربية هو عدو دولة الإمارات وأن أمن مصر هو أمن الإمارات، تصريح رد على الكثير من التساؤلات التي كانت عالقة في أذهان وعقول المتابعين باهتمام الإمارات بالأحداث التي شهدتها مصر في ظل حكم مرسي وجماعة الاخوان، وما تمر به مصر حاليا من مواجهات مع الإرهاب، وكانت أولى الردود في قاعة الجلسة عندما وجه شخص من أبناء مصر الشكر للإمارات حكومة وشعبا لمواقفها مع ما تمر به مصر من تحديات سياسية واقتصادية.

القمة الحكومية الاستثنائية، جاءت بالدليل القاطع على أن شعب الإمارات شعب استثنائي، عندما ذكر وزير الداخلية الإماراتي موقف الشعب العظيم والصارم ضد الأصوات الشاذة ( التنظيم السري) التي حاولت المساس بأمن الإمارات ليرفع الشعب شعارا واحدا في وجههم " إلا الإمارات .. إلا خليفة" موقف يدل على أنه شعبٌ لديه علاقةٌ قويةٌ مع قياداته، ولن تنفع كل الوسائل بزرع الفتنة بين الشعب والحكومة، لأنها حكومة في خدمة الشعب وليست سلطة على الشعب.

 اليوم أصبحت القمة الحكومية منجما للابتكارات الإماراتية في مجال الخدمات الالكترونية، حيث تسابقت القنوات العالمية والعربية، بتناول سعي الإمارات إلى استخدام طائرات من دون طيار في الخدمة المدنية، وهي ابتكارات جاءت بسواعد إماراتية لقيت كل الدعم من الجهات المسؤولة في البلاد، أمر بات يعجز اللسان عن شكره لحكومة تريد سعادة شعبها، وتكسر القول الشائع " أن رضا الناس غاية لا تدرك"، ولكن في الإمارات أصبح رضا الناس هدفاً وغاية تدرك.

 

Email