أقلام تنفث السم في الدسم هل هي قاصدة أم ساذجة؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما حدثت ثورات الربيع العربي بدءاً بتونس وانتهاء بسوريا، تعاطف معها ليس الرأي العام العربي فقط بل العالم أجمع، لأنها حدثت في دول عربية فيها خللٌ في الأنظمة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.

وبغض النظر عن تقييم هذه الثورات وما آلت إليه، إلا أنها لم يحدثها ولم يبدأها فصيل سياسي معين، بل كانت ثورة تلقائيه قام بها عامة الناس، وكانت كفيضان المطر تبحث في طريقها عن مخارج.

وفي بعض الدول العربية كمصر، رأى فيها "الإخوان المسلمون"، الذين كانوا شركاء في السلطة مع الرئيس المصري آنذاك دون غيرهم من الاتجاهات السياسية السائدة الان في مصر، فرصة تسنح لهم لترك مبارك والانضمام لهذا الحراك، لربما استطاعوا ركوب الموجة وتسخير هذه الثورة العفوية لصالحهم، مع أنهم لم يكونوا شركاء فيها منذ البداية.

 وبفضل تنظيماتهم السرية ومراوغتهم السياسية وإظهار غير ما يبطنون، ومن جانب آخر قلة خبرة الساسة الجدد في الأحزاب الأخرى، تمكنوا حتى من تسخير هؤلاء الساسة لمآربهم، والاستيلاء على السلطة باسم الديمقراطية، في سبيل الانقضاض عليها تدريجيا عندما يصلون إلى الحكم.. وهكذا وبعد وصولهم إلى السلطة التنفيذية، بدأوا تعطيل وتخريب السلطتين الأخريين التشريعية والقضائية.

ومع أنه لا يوجد تعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين في المجتمعات العربية، إلا أن لهم خلايا نائمة، ولو أنها قليلة العدد ولا تتردد أحيانا في القول إنها براء منهم مدعية محاربة الفكر الإخواني، وفي نفس الوقت تهاجم انتفاضة بعض الشعوب العربية، حتى توحي لعامة الناس المتعاطفة مع ثورة المظلومين، بأن هذه الثورات من ورائها الإخوان المسلمون وتسميها "الجحيم العربي"، حتى يتعاطف المتعاطفون مع الثورات العربية تباعا مع تنظيماتهم الإخوانية القطبية (مع أن هذه الثورات بريئة من الإخوان المسلمين).

هذه الأقلام ليست بريئة، أما إذا أردنا أن نحسن النوايا بدرجات فنقول إنها أقلام منافقة، وإذا أردنا أن نحسن النية بدرجات أقل فنقول إنها ساذجة ويخطها "هواة"، وكل هذه العناصر تدلي بدلوها في بئر لا تعرف ما سيخرج منه، وعليه الحذر الحذر من الأقلام التي تنفث السم وأخرى لهواة ساذجين..

Email