المرأة الكويتية ومجلس الأمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل ذهاب الناخبين إلى صناديق الاقتراع واختيار من سيمثلهم في مجلس الأمة الكويتي المقبل، والملقب بمجلس الصوت الواحد (وهو أن يمنح الناخب صوته لمرشح واحد، خلاف ما كان عليه الأمر في السابق بأن يمنح صوته إلى أربعة مرشحين)، تنظر المرشحات الثماني إلى المرحلة المقبلة بكثير من الأمل.

المرأة الكويتية، أو نصف المجتمع كما أطلق عليها حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، منحها الدستور الكويتي الحق في الترشح قبل ثماني سنوات، وهي من تلك اللحظة تسعى إلى تأكيد أنها قادرة على صنع القرار في بلدها، ونقل صوت أختها ومطالبها إلى الحكومة.

وخلال تغطيتي للبرامج الانتخابية للمرشحات الكويتيات، أدركت ومنذ اللحظة الأولى أن ما وصلت إليه بنت الكويت من مستوى أكاديمي وثقافة برلمانية وسياسية عالية ووعي، يدل بالملموس على حجم الضرر الذي طال المواطن جراء حل المجالس الأخيرة.. فالمراقبون يرون أن التنمية تعطلت بسبب التعثرات السياسية.

ريهام إحدى المرشحات، وهي امرأة تمتلك خبرة واسعة في مجال المال والأعمال، أكدت أن مشاركتها في الانتخابات تهدف إلى نقل تجربتها المتراكمة على مدار أربعة عشر عاما، إلى قبة البرلمان ووضعها بين يدي الحكومة، مشيرة إلى أنها إذا لم تفز بمقعد الانتخابات فإنها ستحرص على تقديم أفكارها للمجلس كونها لا تفكر في كرسي البرلمان، بل إن مطلبها الأول من ترشحها هو عودة الاستقرار السياسي لبلدها.

وتؤمن ريهام بأنه حان موعد الشباب إلى قيادة الحياة السياسية في الكويت، لأنها تمتلك طاقة شبابية مفعمة بالحيوية وملمة بالتغييرات التي تحدث في مجالات الحياة التنموية، وخاصة مجال التكنولوجيا والطب والجوانب الاقتصادية، وأنها تأثرت كثيرا بشخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، واستفادت كثيرا من كتاب "رؤيتي"، في مسيرتها العملية التي تتجاوز أربعة عشر عاما في مجال المال والأعمال.

ويتوقع المحللون السياسيون والخبراء الدستوريون في الكويت، أن تشهد الانتخابات المقبلة إقبالا كبيرا من قبل الناخبين، ولكن لا بد أن توجه الحكومة الكويتية الدعوة لمجلس 2009 للانعقاد حتى لا تكون هناك شبهة دستورية.

الشارع الكويتي هذه المرة متفائل بنجاح الانتخابات، حتى لو استمرت المعارضة في مواصلة جهودها لتشجيع الناس على المقاطعة، خاصة وأن المراقبين يقولون إن المعارضة لم تعد متفقة على كلمة واحدة.

لن أستبق الأحداث وأحكم على مدى الإقبال على هذه الانتخابات التي تقام للمرة الأولى في شهر رمضان، لأن الأيام كفيلة بتوضيح الصورة لنا.

Email