سقوط «الإخوان» والتنظيم السري

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت القضية "المزعجة" كما أردت أن أسميها وهي التنظيم السري الذي اكتشف في الإمارات والذي اتهم فيه نحو أربعة وتسعين إماراتياً. لقد طويت هذه الصفحة ونطقت المحكمة بأحكام تتراوح بين عشر سنوات لنحو ستة وخمسين شخصا والسجن سبع سنوات لخمسة أشخاص آخرين فيما حكمت على الفارين للخارج بالسجن لمدة خمس عشرة سنة، وتبرئة نحو خمسة وعشرين شخصا آخرين في نفس القضية.

الأحكام التي صدرت في هذه القضية لقيت ترحيبا من الجميع وخاصة المجتمع الإماراتي الذي تابع كل جلسات المحاكمة بتفاصيلها المشوقة، وكان يؤمن بأن القضاء في الدولة هو سيد الموقف حتى ولو جاءت الأحكام مخالفة لتوقعات البعض لاسيما الذين كانوا يتوقعون أحكاما تصل إلى المؤبد في قضية هي الأولى من نوعها في الإمارات.

خلال متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي، ومنذ إصدار الحكم في الثاني من يوليو من عام ألفين وثلاثة عشر، أدركت تماما أن شعب دولة الإمارات لديه عقيدة ثابتة، وأن أمن البلاد خط أحمر وأن شيوخ الإمارات، وخاصة قائدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لهم مكانة خاصة، كيف لا وشيوخنا هم ثروة الوطن وذخره ولن يفرطوا بهم مهما كلفهم الأمر ذلك.

المحكمة تعاملت مع هذه القضية بشفافية ومنحت المتهمين الفرصة الكافية للحديث عما وجه اليهم من تهم، كما خصصت جلسات خاصة للاستماع إلى مرافعاتهم في ظل ظروف مثالية تضمن المحاكمة العادلة ووجود محاميهم الستة الذين كانوا يترافعون عنهم طوال الجلسات الأربع عشرة، لكن الادلة الصوتية والمرئية كانت دليلا واضحا على إدانتهم بالتهم التي وجهت إليهم، وتساءل الجميع منذ اللحظة الاولى لانعقاد الجلسة الأولى، لماذا يقوم هؤلاء بهذا العمل السري الهادف إلى قلب نظام الحكم في الإمارات؟ والحال أننا والحمد لله نتوفر على حكومة تسعى جاهدة إلى الرقي بالإنسان الإماراتي وجعله في صدارة اهتماماتها وبرامجها التنموية ... المراقبون للأحداث في الإمارات ومصر جزموا أن سقوط فكر الاخوان المسلمين في قضية التنظيم السري سوف يتبعه سقوط الاخوان المسلمين في جميع الأوطان العربية وخاصة في مصر، فالحكم في مصر أكبر من فكر هؤلاء الاخوان المسلمين، وأقول هذا الكلام لأن الاخوان المسلمين لديهم الخبرة في العمل في تنظيمٍ سري وليس العمل في إدارة شؤون بلدٍ مثل جمهورية مصر العربية.

انتهت القضية وقال القضاء كلمته في المجرمين والمذنبين في حق دولة الإمارات ولكن الفوائد كبيرة وهي لا تعد ولا تحصى وكان أبرزها هو أن فكر الاخوان المسلمين مرفوض في دولتنا الحبيبة. جعلها الله دولة رخاء وامن واستقرار..

 

 

Email