قضايا عربية.. وشاي تركي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مدينة إسطنبول هذه المدينة الجميلة التي أصبحت مقصداً سياحياً للعديد من العرب، أحس بمتعة في استنشاق هوائها والتعمق في ما تحمله من إشارات.

في شارع استقلال أشهر الشوارع، محج السياح وأبناء البلد، شريان حيوي في المدينة تتناسل الأفكار من بعضها البعض...

على طاولة إحدى المقاهي التي يقصدها العرب جلست... طقس ربيعي دافئ وشاي تركي "بسكر زيادة"، ورفقة زميل وصديق عزيز يشتغل بإحدى المؤسسات الإعلامية نرتشف الشاي اللذيذ ونطلق العنان لحديثنا عن القضايا العربية بعيداً عن كل حدود أو تأطير جغرافي.

مصر وما تعيشه من أوضاع سياسية وأمنية غير مستقرة أخذ الشق الأكبر من حديثنا، واتفقنا على أن مصر لابد أن ترجع إلى سابق عهدها وأن تقف إلى جانب الدول العربية والخليجية وتوحد سياستها مع العرب لأنها قوة فاعلة في قضايا الأمة العربية والإسلامية وأنه مهما كانت سياسة مصر الآن فإن شعوب الدول الخليجية والعربية تتضامن معها وتقف إلى جانبها وتحرص على وحدة أراضيها... فشوارع القاهرة تستهوينا واشتقنا إلى جولة في السيدة زينب والأهرام وغيرها.

أما الموضوع الآخر الأكثر جدلاً وقد كاد يفسد جلستنا، كان مع أحد أبناء الجنسيات العربية الذي كان جالساً بالقرب منا في المقهى.

حيث قال إن الخليج ليس على يد واحدة وإن هناك خلافات بين هذه الدول، ليأتي الرد سريعاً وبنبرة حادة من امرأة خليجية كانت برفقة زوجها في المقهى "دول الخليج متضامنة ومتماسكة والفضل في ذلك إلى قادة الشعوب الخليجية الذين يحرصون على استقرار دول الخليج والمواطن الخليجي له مكانته الخاصة في كل دولة خليجية يزورها ولا يشعر بالغربة فيها"، وتعطي دليلاً قوياً على أن تدخل دول الخليج الفوري عند احتلال العراق الكويت أكبر رد على كلامه.

ورحم الله الشيخ زايد الذي كان أول من أرسل القوات الإماراتية للكويت لتحريرها من الاحتلال العراقي.

وعند ذكر اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات اتفق الجميع بالقول رحم الله زايد واسكنه فسيح جناته كونه قائداً عمل الكثير لشعبه ولأمته، وكذلك ترحم الجميع على أمير الكويت السابق الشيخ جابر الصباح الذي لم يهدأ له بال إلا بتحرير الكويت من الاحتلال.

سوريا هي الأخرى وأزمتها الحالية أخذت نصيباً من طاولة النقاش، ليؤكد الجميع على رحيل الأسد ورفض التدخل الإيراني في الشؤون العربية وأن حزب الله عليه أن لا يتدخل فيما لا يعنيه، وأن القلوب تتقطع بالبكاء عند رؤية أطفال سوريا وهم ينامون في الخيام والأمهات يسكتن بطون أبنائهن بما يتوفر لديهن من مساعدات غذائية.

انتهى النقاش وانتهى معه الشاي التركي اللذيذ وضربنا موعداً آخر للقاء.

Email