أمن الإمارات خط أحمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في البداية أود أن أشكر رجال الأمن في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو كما أحب أن أطلق عليهم "العيون الساهرة على أمن الدولة"، من أي شخص أو جماعة تحاول المس بأمن الدولة وتعريض حياة مواطنيها والمقيمين عليها للخطر، وذلك بعد الصدمة التي شعرت بها وأنا أتابع خبر القبض على خلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، تضم سبعة أشخاص من جنسيات عربية.

السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تهاجم القاعدة دولة الإمارات العربية المتحدة؟ ولماذا اختارت جنسيات عربية بعينها هذه المرة، خاصة وأن دولة الإمارات تمتاز بسياسة خارجية تتصف بالتوازن والحيادية، وتحرص دائما على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تتمنى لها الأمن والاستقرار، بل هي من أكثر الدول في العالم العربي والإسلامي والدولي، التي تقدم لها مساعدة إنسانية تبلغ الملايين من الدولارات سنويا.

وأستغرب هنا، بل كنت استبعد ذلك جملة وتفصيلا، أن يكون بعض أبناء الجنسيات العربية متورطا في العملية. فكيف لأشخاص تجمعنا بهم العروبة، أن يتجرؤوا ويسعوا إلى زعزعة أمن هذه الدولة التي يعيش عليها أبناء جنسياتهم؟

سؤال مؤرق، لكن أعتقد أن الاستثناء لا يشكل القاعدة، فبعض الذين أعرفهم يستنكرون هذا الفعل الإرهابي، وأكد لي أحد أصدقائي من أبناء الجنسيات العربية، بأنه يستنكر هذا العمل الإرهابي وأنه لن يتردد لحظة واحدة في التصدي لأي شخص يسعى إلى أن يضر بأمن واستقرار دولة الإمارات، التي عاش معظم حياته فيها، خاصة وأن هذه الدولة لا تقتصر حمايتها فقط على أبناء الإمارات، بل إن الجاليات العربية الأخرى واجب عليها المحافظة على أمنها، كونها وفرت لهم سبل الحياة الكريمة التي لم يحظوا بها في بلدانهم الأم.

وهنا أريد أن أشكر الجهات المعنية على عدم نشرها أسماء الأشخاص وجنسياتهم، لأن ذلك قد يؤدي إلى نوع من توتر في العلاقات بين أبناء الإمارات وأبناء هذه الجنسيات، فالمواطن الإماراتي غيور على بلده، حريص عليه، إذ تربطه به علاقة حميمية ووطيدة، لأن هذا ما غرسه الوالد المغفور له بإذن تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، في أبنائه وهو حب الإمارات والتضحية من أجلها، حيث يولد الطفل الإماراتي على فطرة الإمارات، كما يولد المسلم على فطرة الإسلام.

 

Email