«جامعيون بدون خبرة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفع هذا العنوان أحد البنوك العاملة في دولة الإمارات شعاراً له في أحد المعارض التوظيفية بهدف استقطاب خريجين جامعيين للعمل في القطاع المصرفي.

بلا شك هي خطوة جديرة أن تحتذى من قبل الجميع ليس في الإمارات بل في دول الخليج أيضا في ظل تزايد أعداد المخرجات التعليمية بفروعها كافة، مما يشكل تحدياً وهاجساً كبيراً للخطط التنموية والاستراتيجيات الوطنية بعيدة المدى. هكذا مبادرات لاستقطاب المخرجات الوطنية لإشراكها في سوق العمل تتطلب مزيداً من التكاتف والعمل المشترك محلياً وخليجياً حتى تستطيع دول المنطقة تجاوز هاجس الباحثين عن عمل، وكل ذلك لن يتأتى إلا وفق وجود رؤى واستراتيجيات مشتركة خليجياً حتى تتغلب دولنا على مشكلة ستظل تؤرق السياسات الوطنية إذا لم يتم تداركها من الآن بخطط واسعة ونظرة مستقبلية.

إن مبادرات مثل "أبشر" وغيرها تدفع بلا شك نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوصول إلى مبتغى وطني هام لأن الباحث عن عمل إذا ما وجد ما يشغل فراغه سواء من عمل أو نشاط يسهم في بناء الوطن ويحقق غايات وأهداف ذاتية، فإنه قد يشكل خطرا على المجتمع.

إن الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص أمر بات أكثر إلحاحاً لتوظيف الباحثين عن عمل فكلا الطرفين، وبينهما المخرجات الباحثة عن عمل، أطراف مثلث هام. لذلك يتطلب المسارعة في وضع منهاج عمل واضح يحقق كل الأهداف المشتركة للوصول إلى النجاح في تحقيق الأمن الاجتماعي الذي هو أحد مرتكزات الأمن السياسي والاقتصادي للدول.

اليوم تسعى كل دولة من أجل حلحلة هذه المعضلة التي تتفاقم يوما بعد يوم بكثرة على أرض دولنا الخليجية في ظل غياب الخطط البعيدة سواء في استيعاب مخرجات التعليم او نوعية تلك المخرجات التي تتزايد من دون وجود خطط لاحتياجات سوق العمل المحلي أو الخليجي في ظل سعينا للتكامل.

إن النظرة الماضية لغياب الخطط ومنهاج العمل الواضح للموارد البشرية تسبب في كل هذه الأعداد من الباحثين عن عمل، رغم أن دول الخليج تئن من أعداد العمالة الوافدة وباتت تشكل لها بعداً وهاجساً أمنيين.

فرغم احتياجها إلى العمالة الوافدة لكن كل هذه الارقام خطر كبير يتهدد أمننا الاجتماعي والسياسي، فينبغي العمل على ردم الفجوة والتقليل من تلك العمالة، عبر إدخال المواطن الخليجي في مواقع العمل وتهيئة الظروف له في القطاع الخاص على وجه التحديد، من خلال الإجازة "يومين" ورفع معدلات الرواتب حتى يقبل المواطن الخليجي على تلك الوظائف التي يترفع عنها اليوم من دون وعي وإدراك لدوره الوطني الملقى على عاتقه لتحمل مسؤولياته.

وهذا سيجعل إشكالية انخراط الخريج في الأعمال كافة فرصة سانحة وبالتالي تقليل أعداد الباحثين عن عمل.

إنها مرحلة تتطلب مزيداً من العمل لإبطال مفعول قنبلة موقوتة تتهدد دول المنطقة إذا لم تعطها جل اهتمامها ورعايتها بكامل قوتها من أعلى قمة الهرم القيادي، حتى تشرق على أرض الخليج شمس الأمن والأمان كما هي دوماً بعيداً عن حالة المد والجزر التي تشهدها الساحات العربية والتي كان ولايزال سببها الرئيس الباحثين عن عمل.

Email