سوريا.. دمار البشر والحجر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، على هامش مشاركة سموه في الاجتماع الدولي للمانحين تجاه الشعب السوري، وضعت النقاط على الحروف، حينما أكد سموه أن ما يجري في سوريا هو دمار للبشر والحجر.

وفي حقيقة الأمر ما يمر به السوريون يشكل أزمة في تاريخ العرب في ظل حال الشتات والضياع والدمار الذي يدمر الأرض السورية من التنمية وحال النماء والاستقرار فيما كان يعيشون به من خير وأمن وأمان.

حال سوريا اليوم حسب ما تبثه القنوات الفضائية من صور هي أشبه بحالة تدمير شامل للبنية التحتية للبلاد، بعد أن دمرت الحرب الداخلية الدائرة بين النظام والثوار أرض سوريا وبات الإنسان يعيش حالة شتات في الداخل والخارج ينتظر معونات القريب والبعيد من دون أن تعي أطياف الشعب السوري أن بلادهم تسير نحو التدمير ولا شيء آخر.

ونتساءل، هل ما يجري اليوم في سوريا هو مجرد تغيير نظام بشار الأسد من قبل فئة مدعومة من الخارج، هل هؤلاء هم سوريون حينما يتقاتلون ويدمرون الأرض السورية ويشتتون شعبهم شرقا وغربا على حدود الدول يعيشون حالة مأساة وأمراض عديدة. فأي وضع إنساني واي ثورة تلك التي تدمر الأرض والبشر والحجر. لماذا السوريون منقلبون على انفسهم، وساكتون وبلادهم تدمر على أيدي البعض، ممن لديهم أجندات خاصة يسعون وراءها؟

قدمت دولة الإمارات وغيرها من الدول العربية والأجنبية الكثير من اجل مساعدة الشعب السوري في ظل حاله غير الانساني حتى يتم التعامل مع قضيته بهكذا حال من دون ان تتحرك الدول جميعا من اجل وقف القتال والجلوس على طاولة المفاوضات من اجل تسريع الحل السلمي لأنه من دون ايجاد حل بموافقة الطرفين فلن يكون هناك أمن وسلام في هذه البلاد مهما تغيرت القيادات والانظمة.

إن حال سوريا اليوم لا يسر أحدا، والدول العربية تقف عاجزة عن التدخل من اجل وقف القتال، ووقف إمداد الثوار بالسلاح، لأن السلاح والاقتتال أساس المشكلة بين النظام والثوار، وفي نهاية المطاف الدمار والخراب الذي يعم الأرض السورية العربية.

وفي وقت ما كانت سوريا صمام امان للعرب جميعا في وجه العدو الاسرائيلي، الذي يقف الاخير اليوم متفرجا لوضع الاقتتال من دون ان يتدخل سوى مد من يكون في صالحه بالسلاح والعتاد حتى يدمر كل طرف أرض وشعب سوريا.

هي مصالح دول وأنظمة، لكن الانسان السوري يقف متفرجاً ومشتتاً على حدود الدول وفي الخيام تحت صقيع الطقس، والأمراض التي تطارد الصغار الذين خسروا دراستهم واصبحوا بعيدا عن وطنهم الأم، كغيرهم من الاطفال الذي يأملون العيش في سلام واستقرار.

ان اجتماع المانحين، قد يسهم في تخفيف العبء عن الدول التي تستضيف الشعب السوري، ولكن إلى أي مدى يمكن ان تعيش هذه الاسر بعيدا عن وطنها الذي ينخره الدمار والخراب ويقضي المتحاربون على كل اخضر ويابس؟

Email