قمة «التعاون» على ضفاف البحرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجمع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمة المنامة، يأتي استكمالاً للعمل الخليجي المشترك، وفي ظل تحديات عدة تواجه دول الخليج مع ما تشهده الساحة العربية من تطورات بين سلب وإيجاب.

دول الخليج اليوم تعيش فوق مياه ذات أمواج عالية وظروف استثنائية كبيرة، سواء على المستوى الداخلي لدول المنطقة، أو في الجوار حيث الربيع العربي الذي لم تشهد دوله وشعوبه حتى اللحظة استقراراً من النواحي كافة.

لكن الوضع في دول الخليج يسير بحمد الله نحو بيئة توافق واستقرار اجتماعي وسياسي واقتصادي، وهو ما تركز عليه قيادات الدول الست، منذ فجر تأسيسها الحديث.

ورغم أن دول التعاون تواجه أكبر تحد، ألا وهو تزايد أعداد الباحثين عن عمل من مخرجات التعليم بأنواعه كافة، فإن القادة يحرصون على حلحلة هذا الإشكال الخطير، إذا لم يسرع به عبر تكاتف بين الدول وتبادل هذه المخرجات، وفق رؤية حكيمة تؤكد التناسق والتوافق في الرؤى والمصير المشترك.

ولا شك أن مبادرات مثل "أبشر" في الإمارات، و"سند" في سلطنة عمان وغيرها في بقية الدول، سوف تسهم في الدفع نحو تغيير المشهد، خاصة في حال تم ذلك وفق دراسات مشتركة بين الدول الخليجية وأهمية إشراك المواطن الخليجي ذاته في كل تصور، بجانب تفعيل دور الشباب في إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي هي أساس قوي لتدعيم اقتصادات الدول في مرحلة مقبلة.

وعليه فإن حل هذه المعضلة، يأتي من خلال التكامل الاقتصادي المشترك، والدفع به نحو أطر أسرع لتعزيز بيئة العمل والتعاون الخليجي، حتى تصب كل القرارات نحو مصير واحد يسهم في إنجاز الكثير وتجاوز أغلب التحديات التي تواجه دول التعاون.

وبعد أن حققت الدول الخليجية تطورات في كثير من مجالات البناء التنموي، يظل ذلك بداية لانطلاقة أكبر في مرحلة ما تشهده المنطقة والعالم من أزمات تعصف بالكبير والصغير، وهو ما يؤكد أهمية تبني قرارات مشتركة تسهم في تجاوز "التسونامي" الذي يأتي مدمراً لكثير من الأمور والقضايا التي لا تزال حبيسة الأدراج، وفي انتظار القرارات.

المواطن الخليجي بدأ يتلمس شيئاً من الأمور التي يأمل أن تتحقق على أرض الواقع، منها التنقل ببطاقة الهوية أو الشخصية، وغيرها القليل.. لكنه يأمل أن تتوسع دائرة التعاون بشكل أكبر وأكثر دفعاً، حتى تكون دول المنطقة سداً منيعاً في وجه الأخطار التي قد تهب رياحها على المنطقة.

إن الوضع الدولي له تأثير كبير على المنطقة، خاصة وأنها إحدى الوجهات للصراع الدولي كون المنطقة حيوية بالنفط والغاز، وهو ما يجعلها تحت المجهر الدولي، خاصة في ظل ما يدور حوالي المنطقة من تغيرات في القيادات والأوضاع. وهذا يدفع دول التعاون لمزيد من التعاضد لبناء سور خليجي منيع في وجه كل تلك المتغيرات، حتى يكون البناء قوياً ومتيناً من أجل مجابهة كل ما قد يصل إلى ضفاف خليجنا المعطاء.

Email