القيادة ورؤية محمد بن راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما يتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن أهمية القيادة فإن سموه لديه رؤية واضحة عن الدور الذي تلعبه القيادة مهما كبرت أو صغرت، في انتهاج منهج عمل متميز وتعزيز بيئة عملية ناجحة ولتحقيق رؤى وأهداف عظام.

فبيئة العمل الناجحة لا تأتي إلا من خلال وجود قيادة ناجحة قادرة على مواكبة التطلعات وتحقيق الأهداف والابتكار عبر مبادرات تدفع نحو تحقيق الأهداف.

مسؤولية كبرى تلك التي تناط بالقائد، فهي قبل أن تكون تشريفاً فهي تكليف، وهي أيضاً رسالة كبرى للبناء والدفع نحو النجاح.

ما تحقق في دبي من تنمية أساسية ونهضة شاملة ما كان ليتحقق لولا وجود قيادة لديها أهداف وحلم واستراتيجية واضحة، أدركت تلك القيادة بأن عليها أن تصل إلى الهدف الأسمى ألا وهو جعل دبي الرائدة والأولى في كل شيء والأبرز والأفضل، وأن تكون مثالاً للتنمية المرتكزة على الإنسان مهما كان جنس ذلك الإنسان، ففي نهاية المطاف هو انسان يعطي ويبني ويأخذ.

ولا شك أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أدرك أيضا أنه من المهم وجود فريق عمل ناجح يسهم في ذلك النجاح والحلم، من دون وجود مركزية أو بيروقراطية تعطل العمل، لذلك نجحت دبي فيما فشل فيه الآخرون عموماً.

سموه شدد في كلمة وجهها خلال حضوره ندوة "القيادة المتميزة" الأسبوع الفائت على ان القائد الفعلي هو من يصنع قيادات، ولا يحتكر القيادة لنفسه فقط، بل يدرب من معه في فريق العمل على فنون القيادة وليس إرجاع كل شيء لذاته إذا ما كان ذلك القائد ناجحاً في قيادته.

فتوظيف المهارات هو نجاح لذلك القائد قبل ما يكون نجاحاً لمن تدربوا على يديه، وتحت قيادته. وحينما تتخرج تلك القيادات الشابة وتعطي وتبرز فلا شك أنها تدين لذلك القائد الذي أخذ بيدها وأعطاها فرصة الإبداع والتفوق.

ولا شك أيضا أن دعوة سموه للقيادات بالتوسع في الاطلاع على جديد القيادة، فهو توجيه من قائد يدرك ان القيادة هي فريق عمل متكامل وليس فرداً. وتبادل الأفكار مع فرق العمل للوصول إلى التميز، وما أحوجنا جميعا ان نصل إلى تلك الدعوة لتحقيق النجاح في كل شيء عبر تبادل للفكرة والرأي والمشورة للوصول إلى نجاحات متواصلة، لأن في كثير من الأحيان الفكرة الواحدة تكون دائرتها محدودة، بينما الأفكار المتعددة تولد نجاحات كبيرة ومتسعة.

اليوم نحن أحوج ما نكون إلى قيادات فاعلة قادرة على دفع النجاحات لبيئة العمل، وهذا لن يتحقق إلا عبر الدفع بأفكار قيادية جديدة من جيل الشباب الذي لديه الحماس الكبير للإبداع، وهو ما نفتقده في كثير من دولنا العربية ما عدا دبي التي تبرز تلك القيادات، لذلك نراها تتبوأ اليوم مركز القيادة في كثير من الأمور.

Email