«الإعلام الجديد» والصحافة التقليدية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما نشهده اليوم من تطورات كبيرة وبخاصة في وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات هيأ المناخ لظهور وسائل اتصال جديدة قادرة على ان تعبر عن روح العصر الذي شهد عولمة كل شيء .

ان هذا التطور غير انماطاً كثيرة في حياة الناس واضاف اعباء جديدة لاسيما على صعيد الحريات، كما اضافت الوسائل الاعلامية الجديدة إلى كثير من الحكومات طرقاً حديثة لتخاطب بها مجتمعاتها، في المقابل وضعت في يد خصومها هذه الادوات، ففتح "الاعلام الجديد" آفاقاً واسعة للاتصال الجماهيري.

واصبح "الاعلام الجديد" في متناول الجميع واتاح للقارئ فرصة التفاعل التي تبين مدى القدرة على الاستجابة لحديثه مباشرة، في حين ان الصحافة التقليدية لا توفرهذه الميزة.

هذا كله جعل الكثير من الناس والمتابعين يتساءلون حول الصحافة التقليدية وهل يمكنها الصمود امام هذا التطور الهائل في وسائل الإعلام الجديدة !

يرى بعض الخبراء أن "الاعلام الجديد" سيصبح بديلاً للصحافة التقليدية، وما يلاحظ في كبريات الصحف العالمية اليوم لهو دليل على ذلك، حيث اتجهت هذه الصحف الى مواكبة العصر وتطوراته والتحول الى صحف الكترونية او الاستعانة بالوسائل الجديدة للوصول إلى جمهورها، وتوقع فرانسيس غوري المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية اختفاء الصحف الورقية من العالم تماماً في غضون عام "2040" معتمداً في ذلك على دراسات حديثة أشارت إلى اندثار الصحف المطبوعة بعد "30" عاماً تقريباً.

كما يتوقع اختفاء الصحافة الورقية في الولايات المتحدة عام "2017". ما يعني ان الصحف المطبوعة لن يكون لها وجود في غضون السنوات القليلة المقبلة، وسيفتح المجال تماماً أمام الصحافة الإلكترونية و"الاعلام الجديد".بينما لا يتفق البعض معالقول إن "الاعلام الجديد" سيصبح بديلا للوسائل التقليدية، لانهم يعتقدون أن وسائل الإعلام المختلفة تكمل بعضها بعضا، رغم الفروق الكثيرة بينها سواء تعلق ذلك بطبيعة الوسيلة، أم بطبيعة الوظائف التي تقوم بأدائها.

وبالرغم من ايماننا ان صحافتنا العربية تلعب دوراً كبيراً في الساحة الاعلامية، على اعتبار ان أغلب الناس مازالوا غير قادرين على استخدام وسائل الاتصال الجديدة ويعانون من صعوبة استخدام التقنيات الحديثة، إضافة إلى عدم مقدرة الكثير من الاسر على تغطية تكاليف الاشتراك بشبكة الإنترنت، لكن الدراسات تشير الى ان "الاعلام الجديد" سيسحب البساط من تحتاقدام الصحافةالتقليدية.

وذلك لأن 60 % من عدد سكان العالم العربي شباب، ويميلون الى التطور وحب التكنولوجيا، اضافة الى ان الصحافة العربية لم تتغير منذ زمن بعيد برغم التغيرات التي حدثت وتحدث من حولها ولا تزال صحافتنا متمسكة بالقوالب الصحافية القديمة، نقل الاخبار، والتقارير الاخبارية، في وقت نحن في اشد الحاجة الى صحافة الاستقصاء والرأي والتحليل للمشكلات المجتمعية التي تغيب عن الصحافة العربية إلا في ما ندر.

ألا يجعل كل ذلك الصحافة العربية أكثر عرضة للاندثار بينما يصبح "الاعلام الجديد" بديلاً ناجحاً لها...

 

Email