الإسكان .. حاجة الشعوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حيثما يممت وجهك فثم مطالب الشعوب سواء الخليجية أو العربية يكمن أساسها في إيجاد مسكن يأوي الأسرة من التشرد والضياع.

ففي كل يوم كلما تصفحت صفحات الجرائد أو استمعت الى المذياع ستسمع تلك المطالب الشعبية، وهي دليل على أن هذا المطلب يشكل الأساس لحياة الشعوب ليقيهم من حر الصيف وبرد الشتاء.

إذا ما وضعنا عدسة تكبير للوضع في دول الخليج لوجدنا أن هذه المشكلة، ألا وهي الاسكان، والتي تتمثل في الأرض أو البيت، هي أحد هموم شعوب الخليج بجانب الوظيفة، وأمامنا نموذج إيجابي حي في دولة الإمارات التي تخطط حكومتها تخطيطاً عملياً وتنفيذياً لضمان المسكن المشرف لكل مواطن. ويفترض أن الأمر مستفز جداً لباقي الحكومات الخليجية، خاصة منها التي تملك مدخولات كبيرة من جراء ثروة نفطية وغاز، في حين كثير من شعوبها لا تمتلك منزلًا حراً، وكثير منهم مستأجرون شققاً إيوائية.

إنه الخلل بعينه في المخطط الحكومي والبناء التنموي، فأي خطط استراتيجية وتنموية تلك التي تعلن عنها بعض الحكومات الخليجية وميزانياتها بالمليارات إذا كان الإنسان لا يملك بيتاً.

يجب أن تدرك الحكومات اليوم أن التنمية ليس بناء مستشفى أو تعبيد طريق أو إنشاء كليات وجامعات فقط، إن التنمية من الإنسان إلى الإنسان كهدف أساس، صحيح أن من مقومات التنمية وجود تلك العناصر من البنى التحتية، ولكن كيف تكتمل البنية الأساسية والمواطن في بلاده لا يملك أرضاً أو منزلًا، فأي إنسانية تلك التي تتبناها الحكومات في رفع قدر إنسان بلادها وتشهر كل يوم العديد من الاتفاقيات التي تبني الدولة، في وقت إنسان لا يعيش مرتاحاً.

الشعوب اليوم تطالب حكوماتها بوضع أجندة حلول لإنهاء هذه الإشكاليات التي تؤرق الإنسان، ويجب أن تفتح أبواب الحكومة لتقبل مطالب الشعوب التي باتت تئن وتصرخ يوما بعد يوم بهدف إيجاد مأوى.

كيف ينام مسؤول ومواطن يبحث عن أرض أو منزل ، فأي راحة تلك التي سيتوسدها في آخرته، وكيف سيقف أمام ربه؟

لماذا نجعل البعض يتوجهون للإذاعات يصرخون ويطلبون العون من الناس، في حين الحكومات قادرة على كل شيء، لماذا لا تقوم بجرد حال المواطن ومتطلباته الحياتية، ليعيش حياة ناعمة من دون منغصات.

لنفتح أبواب الحكومة مشرعة كما كان السابقون من حكماء الخليج "يفتحون مجالسهم" لشعوبهم، يلتقون ويلبون مطالب الشعب، لحلحلة قضية أو تلبية طلب إنسان جاء لاجئاً للشيخ "الكبير".

هكذا حكماء أسسوا دولًا كان الحب بين الشعب والقائد متواصلًا يتدفق بين الطرفين، لا حواجز ولا أبواب مغلقة. لنسير على نهجهم لتلبية احتياجات مواطني بلداننا ونضع فيهم الخير للعيش الكريم، ليشكروا الله لمن قدم لهم حلماً ورفع من قدرهم تحت ظلهم، بعيداً عن مناداة عبر هواتف البث المباشر التي باتت تدمع لها العين، وتجزع القلب، لهكذا عيش لإنسان الخليج، الذي لا يريد سوى حياة كريمة، كما تردد حكوماته، بعيداً عن ممارسات لا تسمن ولا تغني من جوع.

Email