دكتورة تبحث عن وظيفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدراسة التي نشرتها مؤسسة الخليج للاستثمار، ونشرت على صفحات "البيان الاقتصادي" يوم الثلاثاء الماضي، كشفت عن خلل كبير في منظومة معدلات البطالة أو الباحثين عن عمل في دول الخليج.

فقد كشفت الدراسة عن تجاوز النسبة لأكثر من 10.5 في المئة في السعودية و 8 % في سلطنة عمان والبحرين، ووصلت إلى 6 % في الكويت. حال كهذا يؤكد أن هناك خللا في الخطط والبرامج التي تديرها الجهات المختصة في دول الخليج، وانه حان الوقت لوضع النقاط على الحروف للوقوف على الأسباب التي تداعت معها هذه الاعداد لمستويات باتت تهدد في بعض الدول أمن واستقرار المنطقة عموما والدولة التي تتزايد فيها نسب العمالة الوطنية الباحثة عن عمل.

أضف إلى ذلك أن ما كشفته الدراسة عن أن غالبية الباحثين عن عمل متعلمون، منهم من أنهى شهادة الدكتوراه أو البكالوريوس والماجستير، أو من خريجي معهد أو كلية، ولا يزال ينتظر طابور الحصول على وظيفة.

وكم يكون محزنا ان تعرف أن مواطنة خليجية حاصلة على شهادة الدكتوراه، ولا تزال تبحث عن عمل، رغم أنها تقدمت إلى عدة دوائر وجهات، لكن رفض طلبها، رغم أن هناك حاجة ماسة لتخصصها العلمي، ولا ندري لماذا يعامل هكذا مواطنون في بلدانهم بعدم مبالاة، في حين لا تزال تلك الجهات تستقطب أجانب لشغل تخصص مشابه.

ويحضرني هنا ما بدأته مؤسسة دبي للإعلام، التي أعلنت عن استقطاب الخريجين من حملة الشهادات لتدريبهم في أروقة المؤسسة "الإذاعة، التلفزيون، والصحافة" وهي مبادرة يجب أن تحظى بتقدير غيرها من المؤسسات، لتبادر على ما خطت عليه مؤسسة دبي للإعلام.

ونشد على يد الأستاذ أحمد بن عبدالله الشيخ، عضو مجلس الإدارة المنتدب، المدير العام، الذي أكد على أن المؤسسة لا تسعى للتدريب فقط بل أيضا للتوظيف حسب "تغريدة" على تويتر تواصلت معه من خلالها.

وهو ما يؤكد حرص المسؤولين على أبناء وطنهم، الذين يعملون وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي لا يألوا جهدا في أن يرى أبناء وطنه ممن يشغلون العديد من الوظائف المتاحة.

 وإذا كنا أيضا نلوم عددا من المؤسسات والجهات، فإننا نلوم كثيرا من الشباب والشابات، الذين يجب اليوم أن ينخرطوا في بيئات العمل وهم يضعون في فكرهم خدمة وطنهم الذي ينتظر دورا مهما منهم، بعيدا عن الاتكالية أو التهاون في إشغال الوظيفة التي تحقق أمنا لبلادهم قبل أن تحقق دخلا للفرد والأسرة.

وعودة للدراسة، التي أكدت أن دول الخليج رغم أنها نجحت في الارتقاء بمستويات المعيشة والرفاهية، إلا أنها تقاعست في خلق العدد الكافي من الوظائف لاستيعاب الأعداد الجديدة والمتزايدة من المخرجات، وهو ما كشف عن "معضلة البطالة الخليجية".

لذا فإننا ندعو قادة دول الخليج من هذا المنبر للمسارعة في اعطاء توجيهاتهم السديدة لتوظيف كل باحث عن عمل حتى ينام كل فرد خليجي من قمة الهرم إلى قاعدته وهو مرتاح الفكر.

Email