إسكات الناس بتكميم أفواههم

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ الخليقة وعلى مر العصور مروراً بالقرون الوسطى، وحتى عصرنا الحالي، لم ينجح حاكم ظالم أو نظام مستبد في البقاء متربعاً على كرسي السلطة، باعتماده سلاح إسكات البشر، وإن تعددت وسائله، بل بالعدل كما قيل يسود الحاكم وبالحرية تستقر الأمور.

ونحن في الإمارات العربية المتحدة قد منّ الله علينا بحرية قول ما يدور في صدورنا منذ عصور مضت، بفضل ما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا، واستمر هذا الموروث باقياً وسيستمر بإذن الله، بفضل جهود الخيريين قادتنا ومساندة أبناء الوطن المخلصين، وذلك لمصلحة وطننا والإبقاء عليه واحة سلام وتقدم، ومفخرة نعتز بها أمام الرأي العام العالمي، ومثالاً يحتذى به بين أخواتنا وإخواننا في الدول العربية والإسلامية.

أما ما قيل من قبل البعض بأن الإمارات قد تحولت إلى دولة بوليسية تمنع الرأي الحر، فهو مناف للحقيقة، ومن يتحدثون عنهم، فقد أعلن من جانب (الأجهزة الأمنية) أن قضيتهم أمنية تمس أمن الدولة، وليست لها أي علاقة بالحريات العامة التي تحفظها القوانين والتشريعات، والتي تسمح وتساند حرية الكلمة وإبداء الرأي.

لكن ما ساءني أن بعض الأقلام الرخيصة والانتهازية، قد شمرت عن سواعدها وبدأت تحرض لتكميم الأفواه ومنع الكلمة عندنا، أملاً في كسب رخيص، وصيداً في الماء العكر، متناسين ما أعلنته الأجهزة الأمنية من أن هؤلاء المتهمين قضيتهم أمنية وليست قضية رأي، وكذلك ما أعلنته النيابة العامة، كون هؤلاء قد ارتكبوا جريمة تخالف كل القوانين المحلية والدولية ومحاولة تكوين تنظيم يهدف إلى المساس بأمن الدولة (الإمارات العربية المتحدة)، التي يعيش أبناؤها في بحبوحة من الأمن والسلام الذي تفتقده دول كثيرة ليست آسيوية وإفريقية فقط، بل حتى دول في أوروبا وأميركا الشمالية.

وقد سرني ما كتبته أقلام إماراتية شريفة، من إشادة بحرية الكلمة واستنكار للعبث بأمن المواطن والوطن. فهنيئاً للإمارات إخلاص أبنائها لها من صحافيين وكتاب ومفكرين ومسؤولين، لا تغمض لهم عين لتأمين راحتنا وأمننا، والاستمرار بالسعي الدؤوب لرفعة شأن الوطن.

 

Email