السياحة واللغة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بشأن الحفاظ على اللغة العربية، جزء لا يتجزأ من هويتنا وهي اللغة الأم لدولنا، لكن للأسف، هناك العديد من المؤسسات سواء العامة أو الخاصة لا تسعى إلى الأخذ بهكذا مبادرات بمحمل الجد

خاصة وان سموه شدد على أن "اللغة العربية أداة رئيسة لتعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال القادمة، لأنها المعبرة عن القيم والثقافة".

لذلك فإن حال دولنا يكاد يكون صعباً، لأننا وبشكل خاص الأجيال الحالية التي بدأت تفقد الحديث باللغة العربية وأغلب التواصل "انجليزياً" وهو لأمر يدعو إلى الدهشة في حال هكذا جيل، فقبل أيام كانت الحركة السياحية إلى دبي عامرة بالسياح من دول الخليج، كون الإمارة وجهة سياحية ساحرة للقريب والبعيد.

ولكن ما أثار الدهشة في نفوس الكثيرين من السياح الخليجيين في أحد المنتجعات المهمة والشهيرة والتي تقدم فيها عروض للحيوانات البحرية تحظى بحضور كبير وعديد السياح من الصغار والكبار من دول الخليج، فوجئ الحضور بأن الشرح الذي يقدم للزوار باللغة الإنجليزية، من دون الاعتبار للسائح الخليجي والعربي عموماً، رغم أنه من المفترض، ونحن في بلد عربي، أن تقدم المعلومة بالعربية مع ترجمة بلغات أخرى، فبهذا نحافظ على هوية لغتنا العربية، رغم سعينا إلى احترام بقية السياح ولغاتهم. من الأجدر بنا جميعاً أن نسعى إلى تفعيل اللغة العربية في كل موقع ومكان، حتى تتحقق النجاحات لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

 

في هذا المنتجع السياحي الكبير، وخاصة في إجازة عيد الفطر، كان السياح معظمهم من أبناء دول الخليج إذا لم نقل الكل، ورغم هذا تم تقديم المعلومات باللغة الإنجليزية وهو ما جعل الكثيرين يتضايقون من ذلك وكانت همسات الكثيرين تؤكد أهمية تفعيل مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في هكذا مواقع. خاصة وان سموه حريص كل الحرص على اللغة العربية ولذلك أكد عليها في كثير من التصريحات والمقولات والمبادرات.

وحتى لا تبقى حبراً على ورق يجب ان تنتهج هذه المؤسسات عمومها وخاصها النهج الفكري الحضاري للشيخ محمد بن راشد حتى تكون مبادراته واقعاً ملموساً، لتعيد للغتنا العربية هويتها بين ظهرانينا ونحن أمة "إقرأ".

فهل سنرى تطبيقاً في أغلب مؤسساتنا للغة العربية أم ان لسان العربي بات لا يعرف سوى لغة قوم غيره حتى يبدو أمام الآخرين أكثر تحضراً حينما يتلفظ أو يتحدث أو يكتب بالإنجليزية التي نحن نؤمن إنها لغة المال والأعمال، حينما يكون الزوار من أبناء البلد والدول المجاورة فحري بنا ان نطبق مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للغة العربية سواء في قطاعنا السياحي أو مراكزنا التجارية وشركات الطيران حتى نعزز من قيمة اللغة العربية في بلداننا وحتى نؤكد للقادمين إلينا اعتزازنا بلغتنا التي هي هويتنا، كما نعتز بارتداء ملابس بلداننا، حتى أصبح الأجانب يقلدوننا في ارتدائها، فهكذا نعمل على تعزيز تراثنا في لغتنا العربية وفي قيمنا وحضارتنا.

Email