شباب عُمان في فِكر السُلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال ينظر الشارع العماني إلى تزايد أعداد الباحثين عن عمل في السلطنة، على أنه أحد أكبر التحديات التي تشكل هاجسا في الخطط العمانية. وقد باتت مشكلة الباحثين عن عمل الهاجس الأكبر لحكومة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وتفرض نفسها فرضا في كل اجتماع أو مشروع أو خطة تنموية.

فقبل أيام وجه السلطان قابوس، مجلس الوزراء باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمباشرة تنفيذ الخطة الوطنية، لاستيعاب أعداد الباحثين عن عمل في القطاعين العام والخاص، والتي ستنفذ اعتبارا من الأول من سبتمبر المقبل، وتقضي بتوفير 56000 فرصة عمل، منها 36000 وظيفة في القطاع العام (المدني والعسكري) و20000 في القطاع الخاص، على أن تكون الأولوية لذوي المؤهلات التعليمية والمهارات التدريبية، وفقا لاحتياجات مختلف القطاعات.

هذه القرارات السلطانية أكدت للشارع العماني أن سلطان البلاد بات الأقرب لما يشكل هاجسا لمواطنيه، فكل بيت عماني اليوم لا يخلو من وجود باحث عن عمل، مما يشكل تحديا كبيرا، سواء كتحدٍ اجتماعي للأسرة أو هاجسٍ أمني واقتصادي للبلاد بشكل عام.

لكن قرار إنشاء لجان في كل ولاية عمانية، سيضع نقاطا على الحروف للتعرف عن قرب على أعداد الباحثين عن عمل في السلطنة، في ظل غياب أو تغييب الأرقام الحقيقية لذلك، مما يبعثر كل جهد يقوم به السلطان قابوس لحلحلة هكذا إشكال.

وضع قرار السلطان قابوس، الكرة في ملعب كل باحث عن عمل من أجل المسارعة في تحديث بياناته، كل في ولايته، من دون أية أعذار بعد ذلك، خاصة وأن تلك اللجان ستتواجد لمدة شهر فقط، للتعرف عن قرب على الأرقام الحقيقية للباحثين عن عمل، بعد أن لوحظ وجود أخطاء، سواء في السنوات الماضية أو في فترة ما بعد المطالبات الشبابية الأخيرة بالوظائف والإصلاح في كثير من مواقع العمل والبرامج والخطط.

ولا شك أن تلك التوجيهات السلطانية تصب في إطار الاهتمام الذي يوليه السلطان قابوس للشباب من أبناء وطنه، حتى يعيشوا في خير ونماء ورقي وتقدم. كما أن توجيه السلطان للحكومة بتفعيل الخطط الرامية إلى الانتهاء من المشاريع الحيوية الكبيرة في البلاد، والتي ستوفر العديد من الوظائف لأبناء السلطنة واستقطاب الاستثمارات وإقامة المشاريع الجديدة المولدة لفرص العمل، تشكل استراتيجية داعمة لمسألة الباحثين عن عمل في السلطنة، خاصة من خلال إيجاد وظائف جديدة للشباب العماني. لكن يبقى الأهم، وهو عنصر التحفيز للمستثمر والتسويق للمشاريع السياحية والصناعية وغيرها، التي لو وجدت النوايا الصادقة والروح الوطنية لتسارعت خطى المستثمرين نحو عُمان الخصبة تربتها بالفرص الاستثمارية.

لذلك فإن سلطنة عُمان اليوم تحتاج إلى اتخاذ خطوات من دون تردد، في جذب المستثمرين لإنشاء المشاريع التي ستوفر فرصا وظيفية للشباب العماني، من أجل بناء حياة كريمة ومستقبل الرفاه الذي ينشده السلطان قابوس لأبناء عُمان الأوفياء.

Email