منهاج مجلس محمد بن زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال زمان، المجالس مدارس، وهي حقيقة زرعها ورسخها الآباء والاجداد في المجتمع لتمثل صورة عن قرب لمدرسة مجتمعية يتعلم منها الصغار والكبار الشيء الكثير في حياته، من خلال مجالسة من هم أكبر سنا ورجاحة عقل وفكرا.

ومجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سواء كان خلال شهر رمضان أو في باقي الأيام من العام، يمثل جسرا بين الماضي والحاضر والمستقبل، لما يطرح خلاله من نقاشات وموضوعات ليست وليدة الصدفة أو طرح عام، بل هي أطروحات في صلب ما يتطلبه اليوم والغد من تداول فكري وطرح واسع بحضور أصحاب الرؤى والفكر ومن لديهم خبرة وتجارب واسعة في ما يطرحون.

وما شدني أكثر في مجلس سموه ذلك الحضور من الجنسين الذين يمثلون جيل المستقبل من أبناء دولة الإمارات، حتى يتعرفوا عن قرب عما يدور من نقاش حيوي من الموضوعات التي تهم الإمارات والعالم أجمع.

بجانب ان فكرة مشاركة أبناء الوطن في هكذا مجالس بحضور القادة يعطي فكرا مستنيرا للجيل الذي يمثل أملا كبيرا في نقل البلاد لمصاف الدول المتقدمة ليس في البنية الأساسية وإنما في قضايا تشكل هاجسا كبيرا لمستقبل دولنا وحياتنا وحياة أبنائنا.

سواء قضايا الطاقة أو المياه أو طرح ثقافي وتوعية بمخاطر كبيرة تؤرق الأسرة المسلمة عامة، أو ما يطرح من نتائج دراسات وأبحاث علمية تشكل أجندة لمستقبل، يجب مشاركة هذه الأجيال حتى تتعرف كيف يتم عرض المشكلات وطرح الحلول، والتنبيه لها حتى تكون في دائرة اهتمام قادة المستقبل وصناع القرار.

ونقلها إلى محيط البيت والعمل والمجتمع عموما، حتى تكون المشاركة أكبر وأشمل حتى تعم من حولنا، وتتوسع دائرة المشاركة في البناء وتحمل المسؤولية تجاه بلداننا في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات تتطلب طرحا ورؤى وحلولا تبادلية ومشاركة بين كافة اطياف المجتمعات.

ولأن صناع القرار اليوم ليسوا قادتنا فقط، بل الشعب يشارك في صناعة القرار، وبالتالي مشاركة الشيخ محمد بن زايد هؤلاء الشباب يمثل صورة حضارية تؤكد انهم أمل المستقبل الذي تضعه القيادة على عاتقهم من مسؤولية.

إن المرحلة القادمة بلا شك، تتطلب الكثير من هكذا مجالس، لتلعب دورها الفكري والتنويري في ثقافة الجيل الذي نعتبره شريكا أساسيا في البناء التنموي والحفاظ على المكتسبات.

إن المنهاج التدريسي الذي يتلخص منه مجلس الشيخ محمد بن زايد، يمثل طرق تدريس حديثة تعزز ما كان الآباء قديما يقومون به في طرح كل ما يهم بناء الدولة. لذلك فهكذا مجالس تخلق روحا تآلفية بين القيادة الكبرى والقادة من هم يشكلون فئة الشعب، حتى ينهل كل ذي فكر، من هذه المدرسة الفكرية، التي تقدم دروسا في التقارب بين قمة الهرم وقاعدته العريضة.

Email