مصر ومتطلبات المرحلة المقبلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

انفض مولد الانتخابات في مصر العروبة، بعد قيام ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق وفق قوة شعبية مليونية هزت العالم من خلال ميدان التحرير.

اليوم بعد إعلان فوز الدكتور محمد مرسي بكرسي الرئاسة، تدخل مصر زمناً جديداً بعد أن يكون قد طوت صفحة مبارك وأولاده ونظامه الذي تربع على عرش مصر ثلاثة عقود.

مصر من خلال الرئيس مرسي «يفترض» أنها دخلت عصراً يعيد لها بريقها ودورها الذي عرفت عنه في زمن. وبعد ان تراجع في السنوات الأخيرة لحكم مبارك.

على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت مصر خلال السنوات الماضية، وهي تقف كما تقف أهرامات مصر شامخة ؛ فإن التحديات التي هي أمام الرئيس مرسي، قد يكون لن تواجه شخصا آخر حكم مصر، ليس عسكرياً أو من خلال الدخول في حروب، ولكن التحديات الاجتماعية والاقتصادية هي التي فجرت ثورة يناير في مصر وفي غيرها من عالمنا العربي. فتحديات الشعوب أكبر تحد تواجهه القيادة المصرية اليوم مع تربعها قمة الهرم السياسي.

الكل في مصر سيراقب تحركات مرسي الداخلية قبل الخارجية، وكيف سيوفي بوعده الذي قطعه على نفسه أمام الله وشعب مصر. الكلام المنمق أمام حشد من الناس يختلف عنه حينما يكون الرئيس على كرسي الرئاسة، حيث تتضح كل الأمور التي قد تكون غائبة عنه قبل الوصول للرئاسة. سيقف الشعب المصري سواء الذي رشح محمد مرسي أو شفيق بالمرصاد للمرحلة التي ستأتي خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد مئة يوم من مسيرة الحك.

فلا يجب أن يقف مرسي كثيرا أمام الدراسات والتقارير والروتين، فتأخر مصر تنمويا واجتماعيا كان سببه البيروقراطية والروتين والمحسوبية، والغش، والرشوة، وعدم الانتظام حسب القانون سواء في الطرقات أو في المؤسسات. فكان الفساد الإداري، رغم أن مصر تعد ذات ثروة بشرية وزراعية وسياحية كبيرة، مصر اليوم تدخل زمنا غير الزمن السابق الذي مر عليها، زمن بات فيه الشارع محركا ومبادرا للتغيير.

فأي قرار أو أمر لا يلقى قبولا لدى الشعب، فإن الميدان سيشهد تظاهرات وردود فعل كبيرة مباشرة، فيكفي مصر وشعبها سكوتا وخنوعا، لرؤساء ارتكبوا جرائم ضد الشعوب الفقيرة. حالات التغيير الجديدة التي ينتظرها الشارع المصري اليوم بعد الانتخابات، تتمثل في نظرة الرئيس إلى حال الفقراء المعوزين في انحاء مصر العظيمة.

مصر اليوم تحتاج إلى إعادة هيكلة في برامج الإسكان، وتقديم الاساسيات للإنسان المصري الذي ينتظر من حكومته الجديدة مزيداً من البرامج التي تنعش آماله، في عيش كريم على أرض بلاده. بجانب أهمية سرعة توفير فرص عمل سواء داخل مصر، حتى يتم تأمين دخل ثابت لكل مصري رجلاً أو امرأة، من أجل ان يؤمن قوت يومه لأسرته التي تعول عليه في حياة كريمة. لذا نأمل ان نرى خلال المائة يوم المقبلة من حكم مرسي خارطة طريق جديدة في بناء مصر.!

 

Email