العمانيون لا يغردون خارج السرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوجه البعض انتقادات إلى سلطنة عمان بأنها تفضل عزل نفسها عن قضايا وشؤون دول الخليج العربية، فبعد رفضها الدخول في الوحدة النقدية، جاء الموقف العماني السلبي من الدعوة التي طرحت في القمة الخليجية لقادة «التعاون» بشأن مسألة «الاتحاد الخليجي».

. وغرد كثيرون وهم يتساءلون: لماذا لا تريد سلطنة عمان الدخول في الوحدة النقدية، أو الاتحاد الخليجي؟ بينما هناك أعذار أوضحها المسؤولون العمانيون عن عدم الانضمام للوحدة النقدية .

وقال أحد المسؤولين: إن الاتحاد النقدي، يحتاج إلى مزيد من الدراسة، وإن سلطنة عمان مع التعاون الخليجي، فالسلطان قابوس بن سعيد كان أول من أكد أهمية وجود جيش خليجي موحد.

ولكن حينما أعلنت عمان هذا في ذلك الوقت اتهمت بأشياء كثيرة، منها أنها تريد أن توظف مواطنيها في الجيش الخليجي.. ولكن اليوم جاءت الدعوة بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة، لأهمية وجود جيش خليجي موحد، فلو تصورنا وجوده منذ إعلان السلطان قابوس في ذلك الوقت إلى اليوم.

فإننا كنا قد أقمنا جيشاً كبيراً له قدرة كبيرة على حفظ الأمن في دول المنطقة في ظل ما يتهددها من تحديات داخلية وإقليمية.

ولو كانت فكرة الاتحاد الخليجي أخذت حقها من الدراسة والحوار بين الأطراف دون مفاجأتهم لكان الوضع سيكون أفضل في تناول الفكرة. عمان لا تغرد وحيدة، بل هي جزء لا يتجزأ من منظومة مجلس التعاون، وعمان دولة ذات خصوصية وتاريخ طويل، .

ومن الصعب عليها اليوم أن تتنازل عن ذلك التاريخ، دون وجود خطط واضحة، لمنظومة مجلس التعاون الخليجي، خاصة في ظل الاختلافات والعراقيل التي تقف أمام تكامل هذه المنظومة.

 ورغم أن عمان ذات مدخول نفطي ضعيف مقارنة مع دول الخليج الأخرى، فإنها قادرة على تجاوز التحديات الداخلية.ولهذا تؤكد انه يجب دراسة أي حالة أو خطوة يتطلب اتخاذها، وهي تؤمن بسياسة الخطوة خطوة دون اقتحام أو حرق لمراحل العمل، حتى في سياستها الداخلية.

. عمان تنتهج سياسة متزنة، رغم غيابها عن أضواء وعدسات الإعلام، وتلعب دور الوسيط في أحيان كثيرة بين إيران ودول المنطقة والدول العربية والعالمية، بهدف حلحلة القضايا عبر الحوار بين الأطراف جميعها.

سلطنة عمان لا تغرد خارج السرب كما يظن الكثيرون، رغم أنها تخفي الكثير من دورها البارز، ولا تلعبه كما يلعبه الكثيرون من غيرها من الدول الأخرى. ولكن تؤكد عمان أن لكل دولة دورها وسياستها، ولا تتدخل في شؤون الغير.

وقبل أيام أكد رئيس الجانب العماني في استشارية «التعاون» أن الكل متفق من حيث المبدأ على فكرة الاتحاد الخليجي وشفافيتها وضرورتها، ولكن الخلاف حول الآليات والإجراءات التي تسبقها، وانه يجب أن تتوافر المعطيات وآلياتها قبل الشروع فيها أو إعلانها.

مؤكدا حرص السلطنة على التأني والحذر وعدم الدخول المتسرع في أي مشروع قبل دراسته وتوفير المعطيات اللازمة له حتى يلاقي نجاحه. هكذا هي سلطنة عمان، تحرص على التكاتف الخليجي ولكن وفق رؤية مدروسة وواضحة حتى تجد أي فكرة نجاحها، دون ضوضاء إعلامية.

 

Email