مناهج التعليم والإعلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

عنصران أساسيان يتطلب من الأنظمة السياسية في دولنا العربية عموما والخليجية خصوصا إيلاهما جل الاهتمام والرعاية. كونهما محورين يعبران عن مدى أهميتهما للأجيال والدول، انهما التعليم والإعلام.

فبهما تتكون شخصية الدولة، إما ان تكون دولة قائدة أو رجعية. فإذا أخذنا التعليم، فهو أساس التقدم للفرد والدولة، فمن خلال الرقي بالمناهج التعليمية والخطط الدراسية والاهتمام بالطفل منذ بداية حياته الدراسية، فإن المجتمع سيكون صالحا، لأن مفرزات التعليم تخرج جيلا واعيا وليس كما هو الحال اليوم، جيل مغيب، عن أشياء عديدة، لان التعليم بات ربحا وخسارة.

وتخلت معظم الحكومات عن تطوير منظومة التعليم والمناهج ورفع قدرات الهيئات التدريسية، فكان التوجه نحو المدارس الخاصة التي كل اهتمامها الربح على حساب المنظومة التعليمية ونوعية المخرجات التي تدخل سوق العمل. فكان ضعف المدارس الحكومية سببا من أسباب توجه الآباء والأمهات بأبنائهم إلى المدارس الخاصة، بغية تحقيق رؤى لتعليم أبنائهم، حتى باتت وجاهة بين العائلات.

لذلك فإن إعطاء التعليم الحكومي أهمية خاصة عبر الاهتمام بتطوير المناهج، لتتواكب ومرحلة جد مهمة للأجيال والدول خاصة فيما نشهده اليوم على الخارطة الجغرافية للدول العربية. ومن أجل إحداث نقلة نوعية في التعليم من خلال إجراء تطوير نوعي وشامل في المناهج، ليستطيع بكل كفاية واقتدار مواكبة الوتيرة السريعة للتطورات المحلية والعالمية.

والعنصر الآخر الاعلام، الذي يجب ان تعاد خارطته من جديد، ليسير جنبا إلى جنب مع منظومة التعليم، كون الاعلام مرتكزا مهما، وقائد رأي عام، بل محركا للفكر وهو قادر على تحويل اهتمام الناس، إذا أرادت الدولة، أن يلعب دوره الفاعل في المجتمعات والدول. نحن اليوم نريد ان يكون الاعلام شريكا في البناء لا معول هدم للشعوب، وعاملا مساهما في رفع آمال الشعوب وتطلعاتها لمستقبل أفضل. إن هذين العنصرين يشكلان بناء الدولة الحديثة القادرة على الولوج في مصاف الدول المتقدمة.

فالتعليم والإعلام يعززان الاقتصاد، والحياة الاجتماعية، ورفع قدرات الإنسان، لذلك فهما أساس التقدم الحضاري، وان تغييب أي محور عن الآخر، فإن العملية التنموية تكون ناقصة. ولكن يجب ان تركز الأنظمة اليوم على تطوير مناهج التعليم في بلداننا العربية، للنهوض بالفكر السياسي والاقتصادي والمعرفي والثقافي لأجيال المستقبل، فهم عماد الأمة وصيرورة الحياة في زمن تتغير فيه كافة الأجندات الإقليمية والدولية، في ظل ما يقوم به الشباب العربي، من نهضة تقود الأمة نحو مرحلة تشكل ولادة جديدة.

لذلك على الإعلام ان يسعى إلى تجديد الصورة والنص معا، حتى تكتمل لدى المشاهد، صورة المشاهدة والتلقي لما يبث من برامج. وعلينا ان نصدر فكرنا العربي المتمثل في القيم والعادات السمحة، لا ان نستورد من الغرب سموما تعطي دروسا للأجيال تكون نتائجها وخيمة على الأمة. وعلى وزارات التربية والتعليم، البدء في تغيير المناهج حتى تنساب الافكار لدى الاجيال بسهولة دون أي تعقيدات فكرية غير سوية.

 

Email