الإسكان والوظائف هموم عربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيظل الإنسان العربي، يعيش حالة ترقب وخوف من المستقبل، في ظل الأنظمة الحاكمة التي لا تراعي أساسيات الحياة العامة للشعوب، فانفجر الشارع العربي قبل سنة ونيف، بما سمي بالربيع العربي، الذي لا يزال يجر اذياله بين حالة من الفوضى والتخبط، وعدم الاستقرار. هناك مطالب مشتركة لدى كل الشعوب العربية، تتمثل في توفير حياة كريمة للبشر عموما، من شعوبنا العربية على وجه الخصوص.

 بعد ان تغاضت الانظمة السياسية، عن شعوبها وغيبتها عن الحياة الكريمة، وشددت أو ركزت تلك الأنظمة على التسليح ودعم الاقتصاديات وبناء شركات طيران، وفنادق، وسفن ناقلة، ووو غيره الكثير. في حين أجلت احتياجات الناس عامة، في ظل تزايد أعداد الشباب من الخريجين الباحثين عن حياة كريمة.

وستظل هذه الاشكالات معوقات البناء للانسان العربي، إذا لم تقم الانظمة بسرعة التحرك لتفعيل الدور الاساس لخدمة الانسان، وان ما يطالب به هؤلاء الناس هي أسس أساسية للتنمية، لأن التنمية تبدأ بالانسان، وليس ببناء جدران، واقتصادات وغيرها من البرامج، التي لا يكون الانسان المروض لكل تلك البنى.

فشغل الحكومات والأنظمة، حينما يتركز على بناء اقتصاد، لاشك هو شيء طيب، ولكن كيف يستفيد المواطن العربي، من حالة الانتعاش الاقتصادي، في بلاده اذا كان هو عاطل عن العمل، ولا يتوفر له منزل يعيش فيه، كما هي قصور الانظمة.

ويحق للانسان العربي، ان يتساءل، لماذا نحن المواطنين العاديين، في اوطاننا، مغيبين عن الحياة الكريمة، من حيث توزيع الأراضي، والقروض والهبات. أليس من حق الانسان العربي، أن ينال جزءا من دخل بلاده، حتى يشبع رغباته الحياتية، بشيء مما يكون به نفسه وعائلته.

ويرفع من قدر عيشها في الحياة الدنيا. لم يأت الربيع العربي، لان الإنسان يريد الوصول للسياسة أو نظام الحكم، ولكن جاء بعد حياة صعبة تعيشها الاسرة العربية على ترابها، ولحظات ضياع للشباب، في حين لم تلتفت الانظمة لحياة الناس بشكل يعطي أملا بالاصلاح الاجتماعي.

هناك أناس في عالمنا العربي، لايزالون يعيشون تحت ظلال الشجر، وتحت سعف النخيل، ونحن اليوم في القرن الحادي والعشرين، وبعضهم بلا كهرباء أو مياه صالحة للشرب. بينما في الدول المتقدمة، كره البشر حياة المدنية، ووصلوا لحالة تشبع. ولكننا نحن في العالم العربي، لم ننل بعد ما نسعى له، سواء من تعليم حديث، أو صحة قادرة على علاج مرضانا بدل ان ننتظر دعما من «بث مباشر» بعد شكوى على الهواء، يتسول من خلالها المواطن العربي، دعما ماليا، أو بناء بيت، أو وظيفة بعد ان تخرج مهندسا وطبيبا وإعلاميا، ومدرسا.

وسينتهي القرن الحادي والعشرين، ولا يزال المواطن العربي، يغرد خارج السرب، عما تحوز عليه الانظمة من أراض وبيوت فارهة ومركبات ويخوت بحرية، وجزر حقيقية واصطناعية. بينما يبخلون على الانسان البسيط، قطعة أرض لبناء بيت، وإذا ما اعطي لا تزيد عن امتار وكأنها حظيرة، لمبيت الأغنام، والتي هي بلا شك افضل حالا من عيشة الانسان العربي اليوم.

وحينما جاء الربيع العربي، بدأت بعض الأنظمة في ايجاد حلول اسكانية وتوظيفية، ولو على استحياء من أجل كسب ود الشعوب، لالتفات انتباه الجياع في العالم، في زمن غلاء فاحش. فهل ستكتفي الشعوب العربية بفتات الخبز أم ان ثروات البلاد يجب ان تقسم بعدالة اجتماعية، وتحاسب الانظمة بما تهدره من أموال الشعوب، وبالتالي لا يحق للشعب ان يتساءل عنها، لانها خط أحمر لدى النظام العربي الحاكم.

 

Email