قالها خليفة «اصغوا لأصوات الناس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين لليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، جميع القيادات في بلاده إلى الإصغاء إلى أصوات الناس والأخذ بها في الاعتبار عند التخطيط، ووضع الخطط والأهداف واتخاذ القرارات.

كانت كلمات نابعة من فكر قائد عربي صادق ومخلص يولي كل اهتمامه لشعبه ووطنه وأمته، كلمات ذات أبعاد عميقة وحنكة في كيفية التقارب في إدارة شؤون الشعوب مع الحكام، وتحقيق مودة شعبية بين الحاكم والمواطن.

كلمة صاحب السمو الشيخ خليفة تمثل رؤية في زمن الربيع العربي، فلو أصغى الحكام العرب لأصوات شعوبهم لما وجد التناحر في الشارع العربي اليوم، ولو كانت هناك آذان صاغية لأصوات الناس وهي تطالب بحريتها وحقوقها وديمقراطية تعبر عن روح وطنية في الأقطار العربية، لما حدث من حراك ثوري للشباب.

اليوم يحتاج القادة العرب إلى ان يصغوا لحديث الناس وسماع أصواتهم عن قرب، حتى تتحقق العدالة والتنمية، وتزدهر الأوطان بشعوبها، ووجود رؤساء عقلاء يدركون أهمية صوت الشعوب، لأن هذا الصوت هو من يحرك الحاكم الذي يتربع على عرش ملكه عقودا، وخير مثال ما تم في تونس ومصر وليبيا واليمن.

فلو سمعت تلك الأنظمة لصوت الشعب ووفرت له حقوقه وعمرت البلاد وحققت الرفاهية والتنمية للإنسان مثلما فعلت أنظمة حكم أخرى، ومثل ما فعلت دولة الإمارات العربية المتحدة، لو فكر هؤلاء في الشعوب قبل أن يفكروا في ملء خزائنهم في أوروبا بأموال الشعوب، لما انتهى بهم المصير بما انتهوا إليه.

إن إصغاء الحكام العرب للشعوب دليل فكر خلاق، ورؤية حكيمة، لأنه لا قيادة بلا سماع صوت الشعب، فهو رجع الصدى من أجل ان تسير دفة الحكم، الشعب اليوم هو من يقرر مصير دولته وليس حكامه، مهما بلغت قوة وجبروت بعضهم.

الإصغاء للشعوب طريق النجاح وطوق نجاة للحاكم، فحينما يكون الحاكم قريبا من شعبه يستمع لهم ويلبي مطالبهم ينال رضا الشعب، ولكن حينما يكون قابعا في برجه العاجي، فإنه لن ينال رضا شعبه، حيث ان خط التواصل بين القمة والقاعدة مقطوع. فكيف سيكون التواصل الإنساني بين القائد وشعبه. إدارة الشعوب تتم عبر التواصل والإصغاء لهم بروح أبوية تعطف على الفقير وتساعد المحتاج.

إن كلمات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تعبر عن ثقة متبادلة بين الحاكم وشعبه، وتعبر عن ثراء وبعد نظر عميق في زمن الربيع العربي، ومنهاج عمل للقادة العرب البعيدين عن صوت شعوبهم، ليفتحوا آذانهم التي قد تكون مسدودة لسنوات بل عقود، عن سماع صوت الشعب، ليأتي بعدها طفل لا يتعدى عمره أصابع اليد الواحدة ليقول لرئيسه ارحل ارحل.

إن عدم الإصغاء لصوت الشعوب يكون معه مصير أي حاكم الرحيل بالقوة أو بغيرها، وان لم تحقق القيادة السياسية مطالب شعوبها من حيث الاستقرار الاجتماعي وبناء الفرد ليعيش مستقراً آمناً، فإن ثورات الربيع لن تتوقف ولن تذبل حتى لو دخل الشتاء أو الخريف.

إنها مرحلة مهمة في دولنا العربية، لأن تتقارب قيادات الحكم مع شعوب بلادها، وتنظر إليها، بنظرة قائد حكيم، لا قائد متسلط، يقتل شعبه ويدمر وطنه.

لذلك أتمنى لو يستمع الحكام لمقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي صاغ فيها حكمة القيادة وسر نجاح الحاكم، وهو «الإصغاء للناس» وبشكل دائم، في أثناء التخطيط وإدارة الحكم.

 

Email