2 ديسمبر خلود الأرض بعطاء الإنسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أربعين عاما وتحديدا في الثاني من ديسمبر 1971، خلدت أرض وتفجرت ينابيع الصحراء، فكان ميلاد اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

فكر الإنسان وعطاؤه وحد راية دولة الإمارات الحديثة، بروح اتحاد سبع إمارات تكاملت بها روح القادة المؤسسين، فنبض شعب دولة الإمارات مشكلا اتحادا بازغا فجر نوره بإشراقة شمسه.

كانت فكرة زايد الإنسان الذي سطر مجدا عظيما لدولته وشعبه، فكان ميلاد الأمة الإماراتية بعزها وفخرها وانتمائها لهذه الأرض، التي غدت اليوم ينبوع خير للقاصي والداني.

ولدت دولة الإمارات فأثبتت فكرة الاتحاد أنها ليست مجرد اتحاد، كما كان لغيره من الاتحادات العربية، اتحاد أثبت للعالم انه كيان مهم ومحور اهتمام كل العالم اليوم.

عمل خلال تلك السنوات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بفكر معطاء ويد مفتوحة للخير والأعمال الصالحة للقريب والبعيد. فكان ثواب الله له ان منحه حب العالم أجمع، وزيادة خيرات هذه الأرض التي تنعم اليوم بالأمن والأمان. فرحل زايد، لكن مآثره شامخة على تراب أرض العالم وليس في دولة الإمارات، الكل يدعو لزايد بالمغفرة وأن يطيب الله ثراه. رحل زايد ولكن صوته وصورته في ذاكرة الإنسان الذي عرف زايد. فمع كل حديث يردد العالم كلمات زايد المؤسس للاتحاد، كلمات ليست ككل الكلمات، إنها كلمات تنبض من قلب إنسان محب للسلام والخير والبناء للإنسان أينما كان.

ومع روح الاتحاد اليوم الذي جعل شعارا لليوم الوطني للاحتفال بمرور أربعين عاما على مسيرة الاتحاد في دولة الإمارات. تبقى سيرة زايد خالدة في ذاكرة كل إنسان صغيرا أو كبيرا، سواء ولد في عهد زايد أو بعد رحيله، يتذكرونه وكأنه يعيش بينهم اليوم.

هكذا أنعم الله على الشيخ زايد بحب الشعب والعالم له، هكذا صنع التاريخ شخصية زايد الفذة والخالدة في قلوبنا جميعا.

إن الاحتفال بمرور أربعين عاما على اتحاد الإمارات، يمثل مرحلة تقييم لما أسسه الآباء المؤسسون، وكيف كانت الفكرة، التي أصبحت حقيقة شاهدة في تاريخ اليوم، وشامخة في مستقبل أكبر وأعظم.

غدت الإمارات اليوم دولة مؤسسات شامخة ومستقرة تنعم بالأمن الكامل والاستقرار، ونافذة للسلام والرخاء والبناء وتقديم يد العون للإنسان أينما كان.

وتسير مسيرة الاتحاد اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، ومن خلفهم شعب يحب وطنه حبا عظيما، فمع ذكر الإمارات ترتفع الحناجر، مرددة أجمل الألحان لها.

نعم عاشت الإمارات بشموخ الوحدة والبناء التنموي للإنسان، بناء يزداد بجذوره، وأصالة شعبه، ونخوة شبابه وبناته، الذين يسطرون ملحمة بناء حضارية، يحصدون خيراتها اليوم وسينعم بها الجيل القادم.

إن مرتكزات التنمية الأساسية للإمارات غدت اليوم مضرب المثل للتنمية عربيا وعالميا، وكيف تمكن إنسان الإمارات من تحويل صحراء قاحلة إلى نهضة حضارية.

إن الفكر القيادي وتلاحم الشعب صنع هذا المجد الذي تعيشه دولة الإمارات، وهي اليوم تخطو خطوات كبرى لمسيرة ستكون مثالا للعرب الأقربين جغرافيا، في كيفية توفير عيش كريم لشعوبهم، في زمن قل فيه احترام الحكام لإنسانية شعوبهم.

فكل عام والإمارات شعباً وحكومة وقيادة في رخاء وسلام وهناء ورفاه.

Email