تتخوف دول العالم من تداعيات الديون الأوروبية على أسواقهم وفي ظل هذا التخوف راحت التقارير العالمية تشكك في نجاح أوروبا من تجاوز أزمتها وتؤكد مناعة اقتصاد الإمارات التي ستجنبها التأثر بأي تداعيات مستقبلية لأزمات محتملة.

وفي إشارة إلى قوة الشركات الإماراتية قالت موديز للتصنيف في تقريرها حول النتائج المالية لموانئ دبي العالمية، إنها ترى أن الشركة في وضع حسن رغم المخاوف المتوالية إزاء ضغوط الدين السيادية في عموم أوروبا، واليابان.

وتأثير تحديات الحكومة الأميركية المرتبطة بالدين الفدرالي، والمناخ الاقتصادي الضعيف، فضلاً عن تداعيات التجارة العالمية واللوجستيات المحتملة. وتأكيداً على متانة الاقتصاد الإماراتي قال أندرو جيلمور، كبير الاقتصاديين في مجموعة سامبا المالية السعودية، أن انخفاض أسعار البترول يعتبر مخاطرة.

لكن النمو العالمي سيتباطأ بدلاً من انزلاقه إلى مرحلة من الركود، متوقعا استمرار الطلب على النفط على قوته من جانب الأسواق الناشئة. و أضاف أننا لو أضفنا المخاوف المستدامة حول واردات النفط، وتراجع الطاقة الاحتياطية في غياب الإنتاج الليبي، فإن هذا سيكون كافيا للإبقاء على سعر نفط برينت عند معدل 100 دولار للبرميل.

وجاء سداد مؤسسة دبي للاستثمار 14.6 مليار درهم قرضاً كاملاً في موعد الاستحقاق ليعكس متانة اقتصاد دبي ومرونتها في وجه التحديات حيث إن الإمارة تشهد انتعاشاً اقتصادياً وتحافظ على موقعها كمركز مالي مستقر Kودبي هي اليوم وجهة مفضلة للمستثمرين وللأعمال والسياحة والتجارة.

ويصب ازدياد أرباح شركة طيران الإمارات، وازدهار حركة المسافرين في مطار دبي الدولي في مصلحة الاقتصاد الإماراتي أيضاً بالإضافة إلى ارتفاع عدد نزلاء الفنادق بنسبة 11% في أبوظبي خلال الأشهر الستة الأولى من العام، فيما ازداد معدلهم في دبي بنسبة 14%. وكان تقرير ستاندرد تشارترد مايو الماضي قد أشار إلى أن الإمارات واحدة من الرابحين في المنطقة مضيفاً أن اقتران الاقتصاد غير النفطي في دبي، مع ثروة نفطية في أبو ظبي، والرغبة الأكيدة للبناء على ركائز وطنية، ستجعل الإمارات تحتل مكانة الريادة التي لا ينازعها منازع في المنطقة.

ومن دولة مجاورة أعرب مانداغولاثور راجو، نائب أول رئيس قسم الدراسات في مركز المال الكويتي « مركز» عن تفاؤله باقتصاد دبي مشيراً إلى اتفاقيات إعادة الهيكلة التي حسنت إلى حد كبير من ثقة السوق. مضيفا أن السياسة المحسنة والشفافة من شأنها تخفيف المخاطر.

وأشار إلى أن أحد العوامل الإيجابية هي العلاقات مع آسيا. مؤكداً أنه ما دامت اقتصادات آسيا في وضع حسن نسبيا، فإن مكانة دبي كوجهة إقليمية ستكون إحدى الركائز. وفي مؤشر على وضع الشركات القوي أشار تقرير لوكالة بلومبيرغ أن سندات شركة إعمار العقارية الإسلامية سجلت عوائد هذا العام تزيد بمعدل الضعف عما سجلته الدار العقارية في أبو ظبي، بفضل الدعم الذي حظيت به شركة التطوير العقاري من إيرادات فنادقها ومراكز التسوق التابعة لها.

ووفقا لبيانات جمعتها الوكالة فإن سندات إعمار الإسلامية أو الصكوك سجلت عوائد بلغت 8.2% منذ بداية تداولها في 27 يناير. فيما عائدات سندات الدار العقارية المستحقة في 2014 بلغت 3.8 % خلال الفترة ذاتها.

وصنف تقرير التنافسية العالمي 2011/2012 مؤخراً الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي الإمارات في المرتبة 27 عالمياً في مجال التنافسية، كما صنف التقرير وللعام الثالث على التوالي الإمارات ضمن المجموعة الثالثة وهي أعلى مرتبة يتم تصنيف الدول فيها بناء على اعتماد اقتصادها على عوامل تعزيز الابتكار في التنمية الاقتصادية. وتتضمن هذه المجموعة دولاً مثل ألمانيا، واليابان، والسويد، واستراليا، وكندا، والولايات المتحدة، وسويسرا والمملكة المتحدة، وسنغافورة.

إذا كل ما سبق من تقارير تؤكد أن تداعيات الأزمة المحتملة بعيدة عن اقتصادنا الإماراتي بل أن مؤشر مرحلة النمو الذي سيشمل معظم القطاعات يتجه للأعلى، ومرحلة استقطاب الاستثمارات العالمية مستمرة.