المدرسة الإماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

المدرسة الإماراتية، اسم انتظرناه طويلاً، ووصل مؤخراً مع الخطة الدراسية التي طرحتها وزارة التربية والتعليم ابتداء من العام الدراسي الحالي.

سنون طوال والعملية التعليمية عندنا تائهة بين توجيه فئوي نسف جهود من كان قبله واستدار بالتعليم إلى وجهة أجندته الخاصة، وتحولات جرت بعد ذلك تخبطت بين مدارس شراكة، ومدارس جاليات، ومحاولة استنساخ تجارب دول أخرى ذات بيئات اجتماعية وثقافية مختلفة. وفي كل الأحوال كان الميدان التعليمي أقرب إلى مختبر تجارب تتلمس كل إدارة تأتي طريقها لتطوير العملية التعليمية.

فتحققت أشياء لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، ولكن لم تكن في مستوى الجهود التي بذلت ولا الأموال التي صرفت، ولم ترتق إلى مستوى طموح قيادة الدولة التي راهنت منذ مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين على الإنسان الإماراتي باعتباره الثروة الأغلى والاهم لرسم مستقبل دولة الإمارات، ولم توفر في سبيل ذلك كل دعم مادي أو معنوي لإنجاح مهمة كل من تولى مسؤولية التعليم في الدولة.

كانت المراوحة كبيرة، والمحاولات حثيثة ومخلصة من أجل تلمس الطريق الرئيس المؤدي إلى تجربة تعليمية بمخرجات متقدمة، ولكن كان ينقصها الاعتقاد في الذات، فراحت ترمي ببصرها بعيداً بحثاً عن تجارب ناجحة تنقلها، فصار الاستنساخ والتقليد غير قابل للتركيب لتحقيق مخرجات تساوي المخرجات في بلادها.

اليوم، طرح في الميدان شعار «المدرسة الإماراتية» وكأنه حجر ثقيل ألقي في بركة مياه راكدة، لينبه الجميع بأن للإمارات تجربة تنموية وإنسانية فريدة، هي صناعة وطنية خالصة، لم تخلُ من معارف وتجارب وخبرات إنسانية استطاع مجتمع الإمارات أن يصهرها جميعاً في بوتقة حضنه ليقدم لمحيطه الإقليمي وللعالم تجربة إماراتية تروي فصول نجاحها.

تعليم بماركة إماراتية، بكل ما يعنيه الاسم من التزام حازم بالهوية الوطنية، وانتماء فخور بعروبة لا تقبل التمييع، واعتزاز بإسلام، عنوانه الرحمة، وتعاليمه نشر المحبة وتعزيز التسامح، ورسالته الحث على التعلم واصطياد الحكمة أينما وجدت. تعليم يبني إنساناً يعرف طريق المستقبل دون أن يفقد اتصاله بحاضره وماضيه.

هذا ما كان ينقص كل التجارب السابقة، بالرغم من تشابه الشعارات المرفوعة. ولذلك فإن التوجه الجديد يعيد العربة إلى سكتها الصحيحة. والبقاء في المسار الصحيح يفرض استحقاقات متواصلة تجعله نظاماً دائماً لا تنال منه البيروقراطية، ولا يتأثر بأي تغييرات إدارية.

Email