تصنيف الأصدقاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

كم من مرة شعرنا بالحيرة والضيق وربما الدونية بعد مغادرتنا لجلسة ضمت البعض ممن نعتبرهم أصدقاء؟.

كم من مرات لُمنا أنفسنا لهذا الشعور المربك الذي خرجنا به من مثل تلك اللقاءات التي يُفترض أن تضيف لحياتنا.

وكم مرة جلدنا أنفسنا اعتقاداً منا أن تلك الشوائب نتيجة شعورنا بالغيرة من تألقهم وتسليط الضوء عليهم لنبقى في الظل.

الذي لم ندركه إلا بعد مضي زمن وبالمزيد من المعرفة والتجربة والخبرة، أن تلك الشوائب ليست لعيب فينا، بل هي نتيجة عوامل تكمن في الآخر، وإن استرجعنا أحد المواقف التي مررنا بها سندرك تغير نبرة الصديق أو الصديقة عن تلك التي يتحدثان بها حينما نكون بمفردنا، كذلك العبارات والجمل التي يستخدمونها والغريبة عليهم وعلينا.

هذا الاختلاف هو سبب ارتباكنا وحيرتنا، أما دوافعه فتكمن في حاجة من نعتبرهم أصدقاء إلى جمهور للتميز والتألق، واكتساب الشعور بالتفوق والهيمنة خاصة في حضرة من يعتبرونهم أصدقاءهم، فهيمنتهم على الحاضرين وتغييبنا هو جزء من حاجتهم لاكتساب الشعور بالتفوق.

وعلينا ألا ندين أو نتحامل على هؤلاء، فالعديد منهم لا يدركون سرقتهم لسكينة وثقة الآخرين، كل ما علينا فهم دوافعهم وتحصين أنفسنا من اختراقاتهم، وإعادة تصنيفهم خارج فئة الأصدقاء، فالصديق من يمد صديقه بالعزم والثقة والمشورة الصادقة.

وبدلاً من هدر زمننا معهم علينا السعي إلى التصالح مع أنفسنا والاستماع إلى صوتنا الداخلي خاصة في اللحظات التي نشعر فيها بالحرج من مشاعرنا السلبية، التي تعتبر مؤشراً لحالة غير سوية تحتاج منا التحليل والفهم والوعي. والصديق الوفي يبقى الكتاب الذي ينور معرفتنا ودربنا.

Email