من الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تزدحم الإمارات بمهرجانات وفعاليات ثقافية تكاد عجلة الإعلام تعجز عن اللحاق بها، أحداث على امتداد الدولة تحتاج إلى طاقة استثنائية لمتابعتها، وكثيراً ما يفوت المرء فعالية مهمة، أو تمنعه ظروف عمله من الاستمتاع بها. وهكذا تمر عشرات الأنشطة مروراً خاطفاً ولولا مثابرة الإعلام لما سمعنا بها.

قبل أكثر من عقدين لم يكن سهلاً إنتاج خبر ثقافي أو فني مصدره الإمارات، وكنا في صحيفة »البيان« التي احتفلت في العاشر من مايو الجاري بمرور 35 سنة على ولادتها، نبحث عن أخبار لصفحات الثقافة والفنون والمنوعات، وكانت عواصم عربية مثل بيروت ودمشق والقاهرة مصدراً لمعظم الأخبار والمواضيع. لكن اليوم بات الأمر مختلفاً، حيث مئات الأخبار والقصص التي ليس مصدرها الإمارات فحسب، بل تنتجها الإمارات وباتت من مصادر فخرها.

جوائز ثقافية، مهرجانات للمسرح والسينما، معارض للكتب، والرسم والنحت والتصميم، مؤتمرات للعلوم والمعرفة، وغيرها العشرات من الأنشطة التي بات الإعلام عاجزاً عن ملاحقتها، حتى ضاقت بها مساحة الصفحات المخصصة للثقافة والفنون وفاضت في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضها تصدر كبريات الصحف التي تطبع خارج الإمارات.

إنه لشعور رائع أن يجد المرء ما يبحث عنه ويحبذه في مكان واحد، دون حدود وحواجز يتواصل مع فعاليات العالم وبلغات متعددة وثقافات مختلفة، إنها جغرافية العصر الحديث الذي بات العيش فيه يحتاج إلى مفاتيح مرنة للتواصل، مفاتيح يمكن أن تجدها في الجوار دون أن تنتبه إليها، لكنك ستشعر بقيمتها خارج هذه الجغرافية، والذين يسافرون كثيراً يعرفون الفرق جيداً، فلطالما كانت سرعة الخدمات ودقتها وسهولتها من أبرز مفاتيح العيش الأمين والآمن.

إنها الحداثة بأعلى صورها.

 

Email