الحق على الإعلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

 كثر الحديث عن تأثير وسائل الإعلام الجديد.. ولكن هل هي وسائل إعلام فعلاً؟

في هذا لا يمكن لوم إلاّ وسائل الإعلام التقليدي، ولسببيْن: الأول، أنّها غابت عن اهتمامات القراء الذين تتغيّر أذواقهم. والثاني، أنّها أعطت وسائل الإعلام الجديد، وبخاصة تويتر، خاصية غير مسبوقة واهتماماً لم يكن يتوقعه بأن اتخذته مصدراً للأخبار، ونافذة لمعرفة اتجاهات الرأي والمعلومات. مع العلم اليقين أنّ هذا التويتر مليء بالحسابات الوهمية والحسابات الموجّهة والحسابات الملغومة والحسابات المدفوعة الثمن.

فضلاً عن ذلك، أعطت وسائل الإعلام التقليدية، هذا الوافد الجديد الذي لا يعرف من يكتب فيه والقابل للاختراق مساحة من تغطيتها، فكان أن أعطته مصداقية من رصيدها.

ومع تزايد الاهتمام بتويتر وفيسبوك، بفوارق تحدّدها الشعبية وفق الرقعة الجغرافية، باتت آراء الناس عن كل ما يحصل في العالم تعرف من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بما فيها توجّهات المسؤولين.. وتطوّر الأمر إلى أنْ تحوّلت هذه القنوات الجديدة إلى فضاءات تبث الكراهية وتروج للعنف، وتنثر الإشاعات والهذرة (الهراء) لتتحوّل مع إعادة »تغريدها« وإعادة مشاركتها إلى خبر، مع أنّ القاصي والداني يعرف أنّ لا موثوقية لها، وأنّها مجرد هذر.

وفي ضوء فهم ناقص لحرية التعبير تحوّلت هذه الأدوات المعرفية إلى أدوات للتشويش وقلب الحقائق.

وحتى نضمن أقل الضرر يجب استقاء الأخبار من الحسابات الموثوقة، المواقع الإخبارية المعروفة، والحسابات التي تعود لهيئات بحثية ومعرفية معروفة، أو التي تعود لشخصيات عامة، مع حفظ الخصوصية، أو حسابات الشخصيات السياسية والأكاديمية المعروفة بأنّ آراءها موضوعية وذات مصداقية وموثوقية.

 

Email