رسالة إلى الأمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

للتحولات صناعها وللتاريخ منعطفاته الخالدة، التي تحدد مسارات الأمم، وللمبادرات والإنجازات رجالها، الذين يقرنون القول بالفعل، والحياة بروح العمل والعزيمة بالإرادة التي لا تلين، قبل أيام اختار محمد بن راشد، اسم الأمل لمسبار الإمارات إلى كوكب المريخ، وهو إنجاز أهداه إلى روح الابتكار والإبداع في أمتنا، تلك الروح التي كادت تفقد الأمل والقدرة على الاستيقاظ والنهضة من جديد بعد قرون من الرقاد الطويل.

في الأمل رسالة قوية، وفي المسبار دافع كبير على التحفيز وإحياء الهمم، وبث الطاقات في إمكانياتنا، وضخ دماء جديدة في أجيال عربية واعدة وإلهامها الإرادة، لمسابقة الأمم في التطور والعلم، وقد اختار سموه أمس عنوان «رسالة إلى الأمة» لقصيدة أهداها إلى أحرارها؛ تستعيد مجداً زاهراً دغدغ أحلامنا لسنوات، ويقف الوهم والعجزُ حاجزاً دونه، فالوحدة حلم لكل عربي أبي، لكن تبقى النهضة المتسقة والمتناسقة، رهان التحولات الفارقة.

محمد بن راشد لا يألو جهداً في ذلك، ومبادراته في أكثر من جانب في هذا المجال، فمنذ أيام قليلة اختتم في دبي مؤتمر اللغة العربية، وكذلك فعاليات متحف نوبل «أفكار تغير العالم»، الذي ينظم للمرة الأولى في بلد عربي، حيث ساقت مؤسسة محمد بن راشد شغف العلم والتعلم والبحث والاستكشاف حتى مضارب خيامنا العربية، الغارقة في الوحل والدم. طريق البشرية موحش بدون العلم وأذهان الناس مُعتمة بدون الأفكار، فالمحطات المضيئة يقف وراءها مبتكرون ومخترعون مبدعون، مؤمنون بأنفسهم وأممهم، نذروا وقتهم لصناعة التاريخ.

اليوم يكرم الشيخ محمد بن راشد شخصية العام الثقافية في جائزة الشيخ زايد للكتاب، وهو الذي لا تكفيه كلمة واحدة، لوصف مبادراته الرائدة لرفعة الأمة وإحياء مجدها.

 

 

Email