الذوق الغائب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هذه الأيام بفعاليات أسبوع المرور الخليجي.. والهدف هو التوعية والحد من الحوادث المرورية بشكل عام، والحوادث القاتلة بشكل خاص.

شعار الأسبوع في هذا العام هو: «قرارك يحدّد مصيرك»، فالقرارات التي يتخّذها قائد المركبة تحدّد، بالتأكيد، مصيره، ولكنها أيضاً تحدد مصير غيره من مستخدمي الطريق.

وهنا لابد من التذكير بشعارات كانت حاضرة في الماضي وتغيب في الوقت الحاضر عن شوارعنا، مثل: القيادة فن وذوق وأخلاق. المؤكد أنّ المركبات الحديثة منحت القيادة الكثير من المتعة، ولكن هذه المتعة تبقى ناقصة مع تلاشي الذوق والأخلاق حتى يخال لنا أنّ الشوارع تشهد حرباً.. فالكثير من سائقي المركبات يتعامل مع الطريق وكأنه ملكه. بل إنّ البعض لا يعي أنّ سيارته تحتوي على فرامل، وأنّ الطريق للجميع سائقين ومشاة، وأنّ الطريق تستوجب الحذر والانتباه للمفاجآت.

أسبوع المرور هدفه التوعية والتثقيف، عبر التعاون بين كل أفراد المجتمع، للحد من الحوادث، وحض الجمهور والمؤسسات على التعاون مع شرطة المرور لوقف الخسائر البشرية.

الجميل في فعاليات هذا الأسبوع التركيز على طلاب المدارس بهدف خلق جيل واع مرورياً.

تجدر الإشارة إلى أهمية دور الإرشاد المدرسي في توعية النشء بأخلاقيات الطريق. بل تبرز الحاجة إلى تأسيس علاقة تواصل فعالة بين إدارات المرور في الدولة والمناطق التعليمية بهدف وضع أجندة لتعميق الزيارات التثقيفية إلى المدارس على مدار العام لإعطاء الطلبة، وفي مختلف المراحل التعليمية، جرعات من الثقافة المرورية التي تخلق مع مرور الزمن جيلاً يعي أنّ للطريق ولمستخدميه حقوقاً قد يكون لها الأولوية على الحق الشخصي.

فضلاً عن ذلك، تبدو الحاجة متزايدة لنشر اليافطات التي تحض على خلق القيادة الحسن وذلك على جنبات الشوارع علّها تعيد للشوارع بعضاً من الذوق الغائب.

Email