الإمارات استثنائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت الإمارات اليوم مثالاً يحتذى به حين تطرح مناقشات حالة الدول في المنتديات والفعاليات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وذلك بفضل الاستراتيجية الشاملة التي تعمل بها قيادة الدولة، عبر خطة واضحة المعالم لعملها على المستويين الداخلي والخارجي.

فقد أثنى عدد من خبراء المنتدى الاستراتيجي العربي، الذي عقد في دبي أمس بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بنموذج الإمارات كحالة متطورة وفريدة في المنطقة العربية، في نموها اقتصادياً واجتماعياً، والحمد لله، حيث لم يأت هذا الثناء من باب المجاملة، وإنما بناء على مؤشرات اقتصادية واجتماعية واضحة للعيان، وبناء على تصدرها مؤشرات الاقتصاد العالمي.

فالإمارات حالة استثنائية بكل معنى الكلمة، لأنها لم تعتمد على تقلبات أسعار النفط منذ أكثر من عشر سنوات، إنما اعتمدت على تنويع مصادر دخلها والمضي قدماً في تنفيذ استراتيجيات التنمية دون توقف أو خفض في موازنتها، لأنها تؤمن إيماناً قوياً بالمستقبل، وتراهن على رفاه شعبها في كل المجالات، بما ساهم في نجاح خططها التنموية المستقبلية.

 وميزانية الإمارات السنوية لا تهدر سدى، بل تنفق بتأنٍّ وبعد دراسة مستفيضة ومسبقة لحاجة الإنسان ومعطيات تطوره. لذلك نجحت في تقليص هامش المفقود في تلك الميزانيات، إلى جانب النظر لحاجات الدولة من تنمية ترتبط بالتقنيات والمشاريع التي تخدم سعادة الإنسان، وهذا إنجاز يضاف لرصيد نجاح ميزانية التنمية في الدولة.

المنتدى الاستراتيجي العربي طرح حالات عدة في الوطن العربي الكبير، منها حالات ينظر إليها نظرة تشاؤمية وأخرى بنظرة تفاؤلية يشوبها الخطر بسبب الظروف السياسية، وحين طرحت حالة الإمارات كان الوضع مختلفاً، لعدة أسباب ذكرناها آنفاً، وكانت النظرة التفاؤلية هي السائدة، وهي نظرة واقعية لأن مقومات النجاح متوفرة وقائمة على أرضية صلبة في وجه الرياح العاتية التي تعصف بالمنطقة.

وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «إن الإمارات لها ثقلها العالمي، لأنها درست المستقبل مبكراً»، وهذا واقع لأن النظرة المستقبلية للقيادة كان لها الأثر الأكبر في تحقيق نتائج ممتازة للخطط والاستراتيجيات الموضوعة من قبل الحكومة.

Email