اكتمال الدائرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ نصف قرن على وجه التحديد، وفي أعقاب هزيمة عام 1967، اهتم كثير من الباحثين والدارسين العرب بمفهوم الاغتراب، في إطار سعيهم لبلورة رؤية نقدية للمفاهيم، التي تشكل نسيج العقل العربي.

والاغتراب، في أبسط مفاهيمه، يعني الانفصال؛ انفصال الإنسان عن نفسه وعن الآخرين، وعن إنتاجه. وفي عام 1980 قدمت مساهمة متواضعة في جهود أبناء جيلي من السبعينيين، حول بلورة هذا المفهوم، كأداة بحثية يمكن إعطاؤها دلالات رقمية لتتحول إلى أداة ميدانية.

خاصة في البحوث الاجتماعية ودراسات الرأي العام، وهذه المساهمة هي ترجمة كتاب ريتشارد شاخت المهم «الاغتراب»، الذي صدر في طبعتين إحداهما من بيروت والأخرى من القاهرة.

وقد تراجع الاهتمام بمفهوم الاغتراب، مع سقوط الاتحاد السوفييتي، ومع تصور البعض أن المساهمة الماركسية في مفهوم الاغتراب قد أودت به، رغم أنها لا تعدو أن تكون لحظة في عمر مفهوم أصيل، بدأ بالفلسفة الإغريقية، وخاصة عند هيراقليطس، حتى اليوم.

هذه الأيام تكتمل دائرة الاهتمام بمفهوم الاغتراب، مع صدور كتاب «الاغتراب» من تأليف ر. جيجي، بالتعاون بين جامعتي همبولت الألمانية وكولومبيا الأميركية، من خلال تأصيل أكثر عمقاً لهذا المفهوم، يتجاوز كل الانتقادات التي وجهت إليه.

ولعلى أقدم مساهمة في اكتمال الدائرة هذا بإتاحة هذا الكتاب للقارئ العربي بلغته، فربما يساهم في إنارة التعقيدات التي يعيش عالمنا العربي اليوم تحت آفاقها، وفي تجاوزها أيضاً.

Email