ليس مجرد صيام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أدري صحة الخبر القادم من فلسطين أول من أمس، حول قيام أحد القضاة بعدم إيقاع الطلاق هناك بسبب العصبية الزائدة للصائمين. أليس مثيراً للانتباه والغرابة أن يكون شهر الصيام هو عنوان المنازعات والمشاجرات في البيت وخارجه وبالذات من الصائمين! أهذا هو فعلاً مقصد الصيام والنتائج التي تترتب عليه، ونحن نتحدث عن شهر الرحمة والقيم التي يضيفها لحياة المسلمين باعتباره عبادة وقتية محددة بشهر واحد خلال العام.

ومن قال إن رمضان هو المناسبة المثلى لغضب الرجال على النساء والمشاجرات في البيت، مع تدافع السير بحجة العصبية التي يولدها الصيام؟ ومن قال إنه شهر التجهم والعبوس والمعاملة الفجة للمراجع من قبل الموظف بحجة الصيام.. إلى غيرها من المظاهر التي علينا تغييرها في هذا الشهر حتى نحقق معنى الصوم فعلياً.

يعرف عن شهر رمضان أنه شهر الفتوحات الكبرى، بدءاً بمعركة بدر مروراً بعين جالوت وحتى معركة أكتوبر في سبعينيات القرن الماضي، ولم نعرف جدلاً ظهر خلال هذه الأيام حول من يصوم ومن يفطر، مع وجود حكم ثابت أن المسافر لديه العذر للإفطار، وما زال العذر قائماً حتى في ظل التكنولوجيا الحديثة واختصار المسافات بالطائرات النفاثة، وهكذا هو الدين لم يكن يوماً إلا عنواناً لليسر وأبعد ما يكون عن الجدال والتعصب.

الدين لم يكن يوماً سيفاً مصلتاً على رقاب البشر، بل هو مفتاح هداية ونجاة وعنوان للتسامح والتعامل بالكلمة الطيبة حتى مع الخصوم فكيف بالمسلمين فيما بينهم. ورمضان شهر للصبر والرحمة، وهذا يعني أننا مطالبون ولو خلال هذا الشهر، بتغيير بعض العادات واتباع سبيل المعروف في حياتنا سواء في البيت أو خارجه.

Email