حضور باهر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بين الظواهر العديدة التي طرحتها الانتخابات الرئاسية المصرية، تبرز ظاهرة اصطفاف النساء المصريات حشوداً واصلت الصمود بمزيد من القوة والجلد أمام صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهن والاختيار من بين المرشحين اللذين خاضا السباق الانتخابي.

العديد من الناخبات التحفن العلم المصري، في تأكيد عملي واضح لوعيهن بأن ما يشاركن فيه هو حدث تاريخي بامتياز، وهو مشاركة وطنية قبل أي شيء آخر.

الكثير من المراقبين توقفوا أمام هذه الظاهرة، خاصة وأنها جاءت على خلفية بالغة التعقيد قوامها شبح التهديد الأمني الذي لوحت به جماعات الإخوان المسلمين، وحاولت الإيحاء بأنه واقع يفرض حضوره على الأرض.

وطوابير النساء الممتدة أمام مراكز الاقتراع، صمدت في مواجهة التحدي الذي شكلته الشمس الحارقة ودرجات الحرارة المرتفعة التي شكلت ضغطاً على البعض للتأجيل والعودة في وقت لاحق.

والمرأة المصرية أعلنت إصرارها على الصمود في مواجهة أسوأ ما ترتكبه البيروقراطية، وفي مقدمته إدماج العديد من مراكز الاقتراع، الأمر الذي قفز بعدد المقترعين في المركز الواحد إلى أربعة آلاف ناخب، وهو ما يعني مضاعفة مدة الاصطفاف.

ولعل أروع ما في هذه الظاهرة، كلمات النساء اللاتي شاركن في الاقتراع، والتي أفصحت عن وعي حقيقي، وعن إدراك لطبيعة التحديات التي تواجهها مصر في هذه المرحلة، والتي جعلت من الاستحقاق الانتخابي تظاهرة وطنية، قبل أي شيء آخر.

Email