أسئلة الزمن الصعب
يشكل منتدى الإعلام العربي الساحة، التي درجت دبي على أن تضم تحت آفاقها كل عام جمعاً من الإعلاميين والكتاب والمفكرين، ليقدموا للرأي العام العربي أفضل ما بلورته العقول والأذهان، في مواجهة الأسئلة التي تعبر عن هموم العرب واهتماماتهم، منعكسة على مرآة الإعلام.
من المؤكد أن نظرة واحدة من جوهر الجلسات العشر، التي يضمها المنتدى هذا العام كفيلة باطلاعنا على ارتفاع سقف طموح المنتدى، وحرصه على أن يقدم عطاء حقيقياً لكل من يعنيه الإعلام في عالمنا لعربي، في غمار تفاعله مع ملامح الواقع العربي، التي نعلم جميعاً إلى أي حد أصبحت تتسم بالتشابك والتعقيد.
وقد وفق القائمون على المنتدى، عندما اختاروا إطلاق فعالياته هذا العام تحت شعار الدال «مستقبل الإعلام يبدأ اليوم» في إطار جهد مكثف لاستشراف الملامح الأساسية لمستقبل العمل الإعلامي وظواهره الجديدة في المنطقة، بهدف تخطي عراقيل الواقع، وتجاوزها إلى أبرز معطيات التطوير في المرحلة المقبلة.
ولا شك في أن هذا الطموح، الجدير بالتقدير الذي يعكسه برنامج المنتدى هذا العام، يدفعنا إلى أن نرجو أن يطاق التخطيط لبرامجه المستقبلية التعرض لأبرز العناصر التي أسميناها بأسئلة الزمن الصعب.
فهل نتطلع أن يشمل منتدى الإعلام العربي في مستقبل ليس بالبعيد السؤال المتعلق بالتشابك بين العمل الإعلامي، والحركة السياسية، خاصة وقد رأينا أن هناك من لا يتردد في اعتماد الإعلام أداة للحركة السياسية بالمعنى المباشر والواضح والصريح؟
هل نتطلع إلى أن يضع المنتدى في دورة مقبلة له السؤال المتعلق بالعلاقة بين الإعلام والحرب موضع التحليل والبحث والتشريح؟
هل نأمل أن نضع المنتدى موضع المعالجة السؤال المتعلق بالعلاقة بين الإعلام والعنف السياسي موضع التناول من اختصاصيين، يملكون من الاقتدار بقدر ما لديهم من الصراحة والموضوع؟