جرائم في متحف أميركي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخيل إنك تتجول في أروقة متحف وترى آثار الجريمة، أسلحتها ومجرميها وسفاحيها، فهو لم يُخصص للحروب التي خاضتها البشرية عدلاً أو ظلماً، بل للجرائم العادية التي اقترفها قتلة ولصوص حيث تحولوا إلى أبطال في متحف وطني يحمل اسم متحف "الجريمة والعقاب" في قلب واشنطن.

جاءت الفكرة من جون والش الذي قام بتأسيسه انتقاماً من قتلة ابنه البالغ من العمر ٦ سنوات والذي اختطفوه من حانوت في فلوريدا والركن المفضل لديه في المتحف هو المخصص للمفقودين والأطفال المستغلين. وتوزع في المتحف الصحف الصادرة من الثلاثينات وحتى السبعينات التي تغطي الجرائم التي هزت الولايات المتحدة وأشهرها عملية خطف ابن الطيار الشهير شارلس ليندبيرغ.

وهناك جرائم من نوع خفيف مثل إغراء المغني الشاب آنذاك فرانك سيناترا لامرأة متزوجة وتبول المغني جيم موريسون في الشارع العام. إذا كان الهدف من تأسيسه ليس تمجيد الجريمة، بل لحماية المجتمع وتطبيق العدالة، فيستحق إقامة مثل هذا المتحف في كل مكان. وفي الواقع، لو أردنا أن نجمع كل جرائم العالم وعرضها لما اتسعت لها متاحف الفنون كلها لأن تاريخ البشرية ما هو إلا تاريخ الجريمة. ألم يكن الأجدر بأميركا أن تقيم متحفاً لجرائمها بحق الشعوب الأخرى؟

Email